تواجه شركة بورش الألمانية أزمة مالية حادة، حيث انخفض ربحها التشغيلي بنسبة 99٪ في الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. يأتي هذا الانخفاض في وقت تحتاج فيه الشركة إلى إطلاق منتجات ناجحة، خاصة في قطاع السيارات الكهربائية، لتعويض الخسائر وتحقيق الاستقرار المالي. وتعتبر هذه الأرقام مفاجئة لعلامة تجارية لطالما حققت أرباحًا بمليارات الدولارات.
يعزى تراجع أداء بورش إلى عدة عوامل، بما في ذلك التحول المكلف في استراتيجية المنتج الذي شهد تقليصًا كبيرًا في خطط إنتاج السيارات الكهربائية. بالإضافة إلى ذلك، قررت الشركة التخلي عن مشاريع بناء بطاريات كهربائية خاصة بها والتركيز بدلاً من ذلك على تطوير نماذج جديدة تعمل بالاحتراق والهايبرد. وتفاقمت الأوضاع بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على السيارات الأوروبية والانكماش في السوق الصينية، وهما من الأسواق الرئيسية لشركة بورش.
بورش تكشف عن سيارتها الكهربائية الجديدة كليًا “كايين إلكتريك”
على الرغم من هذه التحديات، تدرك بورش أن مستقبل صناعة السيارات يكمن في الكهرباء، وأن الشركات الأوروبية يجب أن تثبت قدراتها في هذا المجال. لذلك، كشفت الشركة اليوم عن النسخة النهائية من سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV) الكهربائية بالكامل، “كايين إلكتريك” و “كايين تيربو إلكتريك”.
تبدأ أسعار “كايين إلكتريك” من 109,000 دولار أمريكي، بينما تبلغ تكلفة النسخة “تيربو” 163,000 دولار. في المملكة المتحدة، تتوفر “كايين” بسعر 83,200 جنيه إسترليني، و “تيربو” بسعر 130,900 جنيه إسترليني. تأمل بورش أن تقدم هذه السيارة الكهربائية قيمة أفضل على المدى الطويل مقارنة بسيارتها “تايكان” التي شهدت انخفاضًا كبيرًا في قيمتها بعد ستة أشهر فقط من طرحها في الأسواق، مما أدى إلى تعرض بعض المالكين لخسارة كبيرة.
مواصفات الأداء
تعتبر “كايين تيربو إلكتريك” أقوى سيارة بورش إنتاجًا على الإطلاق، حيث تنطلق من السكون إلى 62 ميلاً في الساعة (100 كيلومتر في الساعة) في 2.5 ثانية فقط، وتصل إلى 124 ميلاً في الساعة (200 كيلومتر في الساعة) في 7.4 ثانية، وتبلغ سرعتها القصوى 162 ميلاً في الساعة (260 كيلومتر في الساعة). يولد نظام الدفع الجديد قوة تصل إلى 850 كيلوواط (1,156 حصانًا) وعزم دوران يصل إلى 1,500 نيوتن متر عند تفعيل نظام “Launch Control”.
تستمد “كايين تيربو إلكتريك” تقنية مبتكرة من عالم رياضة السيارات، وهي نظام التبريد الزيتي المباشر للمحرك الكهربائي في المحور الخلفي، مما يضمن أداءً مستمرًا وعاليًا. أما “كايين إلكتريك” القياسية، فتنتج قوة 300 كيلوواط (408 حصانًا) في الوضع العادي، وترتفع إلى 325 كيلوواط (442 حصانًا) مع عزم دوران 835 نيوتن متر عند تفعيل “Launch Control”، مما يسمح لها بالتسارع من 0 إلى 62 ميلاً في الساعة في 4.8 ثانية، وتصل إلى سرعة قصوى تبلغ 143 ميلاً في الساعة (230 كيلومتر في الساعة).
نظام استعادة الطاقة والتقنيات المساعدة
تتميز “كايين إلكتريك” بنظام استعادة طاقة فعال للغاية، حيث يمكنه استعادة الطاقة بمعدل يصل إلى 600 كيلوواط، وهو ما يضاهي مستويات سيارات الفورمولا إي من الجيل الثالث. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تجهيز كلا الطرازين بنظام توجيه المحور الخلفي، الذي يسمح بتحريك العجلات الخلفية بما يصل إلى 5 درجات، مما يسهل المناورة في الأماكن الضيقة وركن السيارة.
يعتبر إطلاق السيارات الكهربائية الجديدة خطوة حاسمة لشركة بورش في سعيها لاستعادة مكانتها في السوق وتحقيق النمو المستدام. وتشير التقديرات إلى أن سوق السيارات الفاخرة الكهربائية يشهد نموًا سريعًا، مما يوفر فرصًا كبيرة للشركات المصنعة التي تستطيع تقديم منتجات مبتكرة وعالية الجودة.
من المتوقع أن تبدأ عمليات تسليم “كايين إلكتريك” في الربع الأول من عام 2026. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الشكوك حول تأثير التغييرات التنظيمية المحتملة في الاتحاد الأوروبي بشأن أهداف التحول إلى السيارات الكهربائية على الطلب على هذه السيارات. سيكون من المهم مراقبة تطورات السوق الأوروبية والصينية، بالإضافة إلى استجابة المستهلكين لأسعار ومواصفات “كايين إلكتريك”، لتقييم نجاح هذه السيارة الجديدة في تحقيق أهداف بورش المالية.






