تواجه العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فترة حساسة، وتستكشف بودكاست “بروكسل، حبيبتي؟” الأسبوعي لـ يورونيوز التحديات والفرص المستقبلية لهذه الشراكة عبر الأطلسي. وتأتي هذه التطورات في ظل انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقادة أوروبا، وفرض غرامة على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” المملوكة لإيلون ماسك، بالإضافة إلى فضيحة فساد تهز كُلية أوروبا المرموقة.
العلاقات الأمريكية الأوروبية: تصريحات ترامب والغرامة المفروضة على “إكس”
أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات ينتقد فيها قادة أوروبيين، وذلك في مقابلة مع صحيفة “بوليتيكو” هذا الأسبوع. وركزت انتقاداته على قضايا مثل الإنفاق الدفاعي وسياسات الهجرة، مما أثار قلقًا في بروكسل بشأن مستقبل التعاون عبر الأطلسي.
يرى خبراء سياسيون أن هذه التصريحات لم تكن مفاجئة، نظرًا للتوترات القائمة بين الإدارات الأمريكية والأوروبية في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فإن توقيت هذه الانتقادات، في ظل الأزمات الجيوسياسية المتعددة، يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراءها.
بالتزامن مع ذلك، فرضت المفوضية الأوروبية غرامة مالية كبيرة على منصة “إكس” بسبب عدم الامتثال لقانون الخدمات الرقمية (Digital Services Act). ويتعلق الأمر تحديدًا بمسائل تتعلق بالشفافية وقواعد التحقق من المحتوى.
ردود الفعل على الغرامة
أثار قرار المفوضية الأوروبية انتقادات من مسؤولين أمريكيين، من بينهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي وصفه بمحاولة للرقابة و”هجوم على جميع منصات التكنولوجيا الأمريكية والشعب الأمريكي”.
في المقابل، تؤكد تيونا لافريلاشفيلي، الباحثة في مركز ويلفريد مارتنز، على أهمية استمرار المفوضية الأوروبية في شرح الأسباب الكامنة وراء الغرامة، موضحة أنها لا تتعلق بالرقابة بل بالالتزام بالقواعد المتعلقة بالشفافية والتحقق.
هذا الخلاف حول الغرامة يمثل تحديًا إضافيًا للعلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل التوترات القائمة حول قضايا أخرى مثل التجارة والتغير المناخي.
فضيحة فساد تهز كُلية أوروبا
تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه أوروبا فضيحة فساد كبيرة هزت كُلية أوروبا المرموقة، حيث تم تحديد فيديريكا موغيريني، الرئيسة السابقة للكُلية ورئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي سابقًا، كشخص مشتبه به في تحقيق يتعلق بالاحتيال.
لم تدلِ لافريلاشفيلي، بصفتها رئيسة لخريجي كُلية أوروبا، بأي تعليق مباشر حول التحقيق الجاري. لكنها أكدت على التقدير المستمر الذي يحمله الطلاب والخريجون لعمل موغيريني في الكلية.
تثير هذه الفضيحة تساؤلات حول معايير النزاهة والشفافية في المؤسسات الأوروبية، وقد تؤدي إلى مراجعة شاملة للإجراءات والرقابة الداخلية.
تعتبر كُلية أوروبا مؤسسة تعليمية مرموقة تلعب دورًا هامًا في إعداد القادة وصناع القرار في أوروبا. لذلك، فإن أي تداعيات سلبية لهذه الفضيحة قد تؤثر على سمعة المؤسسة ومصداقيتها.
الوضع الحالي يمثل اختبارًا حقيقيًا للعلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويتطلب حوارًا بناءً ومعالجة القضايا الخلافية بطريقة شفافة ومسؤولة.
من المتوقع أن تستمر المناقشات حول هذه القضايا في الأسابيع القادمة، مع التركيز على إيجاد حلول تضمن استمرار التعاون عبر الأطلسي وتعزيز الاستقرار العالمي.
يبقى من الضروري مراقبة التطورات المتعلقة بالتحقيق في فضيحة الفساد، وكذلك ردود الفعل على الغرامة المفروضة على “إكس”، وتقييم تأثير هذه الأحداث على مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
المصادر الإضافية: ديفيد برودهيم ويوهان بريتون، تحرير ومزج الصوت. أليس كارنيفالي، صحفية.






