تستضيف الرياض أعمال الدورة السادسة والعشرين للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، وذلك في الفترة من 7 إلى 11 نوفمبر الحالي. يشارك في هذا الحدث الهام أكثر من 160 وفداً من مختلف دول العالم، مما يجعله علامة فارقة في تاريخ السياحة العالمية. وتأتي استضافة المملكة العربية السعودية لهذا المحفل الدولي في إطار رؤيتها الطموحة لتنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية رائدة.
تُعد هذه الدورة فرصة استثنائية لتبادل الخبرات والمعرفة بين الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للسياحة، ومناقشة التحديات والفرص التي تواجه قطاع السياحة في ظل التغيرات العالمية المتسارعة. ومن المتوقع أن تشهد أعمال الجمعية العامة إطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى تطوير القطاع السياحي المستدام وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
أهمية استضافة الرياض للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة
تأتي استضافة الرياض لهذا الحدث العالمي في وقت تشهد فيه المملكة تحولات اقتصادية واجتماعية كبيرة، وتسعى إلى تحقيق رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. يعتبر الاستثمار في السياحة جزءاً أساسياً من هذه الرؤية، حيث تسعى المملكة إلى جذب المزيد من السياح وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.
الفرص الاقتصادية والتنموية
تتوقع وزارة السياحة السعودية أن تساهم استضافة الجمعية العامة في تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للسياحة، وجذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع. كما أنها ستوفر فرص عمل جديدة للشباب السعودي، وتساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني. بالإضافة إلى ذلك، ستسلط هذه الاستضافة الضوء على المقومات السياحية الفريدة التي تتمتع بها المملكة، مثل المواقع التاريخية والثقافية والطبيعية.
تعزيز التعاون الدولي
تعتبر الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة منصة هامة لتعزيز التعاون الدولي في مجال السياحة، وتبادل الخبرات والمعرفة بين الدول الأعضاء. ومن المتوقع أن تشهد أعمال الدورة السادسة والعشرين إطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى تطوير السياحة المستدامة، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة السياحة غير القانونية، وحماية التراث الثقافي.
أجندة أعمال الجمعية العامة
تتضمن أجندة أعمال الجمعية العامة عدداً من القضايا الهامة التي تهم قطاع السياحة على مستوى العالم. وتشمل هذه القضايا: التنمية السياحية المستدامة، وتأثير التغيرات المناخية على السياحة، ودور التكنولوجيا في تطوير القطاع السياحي، وأهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال السياحة.
مستقبل السياحة المستدامة
تولي منظمة الأمم المتحدة للسياحة أهمية كبيرة لقضية السياحة المستدامة، وتسعى إلى تعزيز الممارسات السياحية التي تحافظ على البيئة والتراث الثقافي، وتساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المحلية. ومن المتوقع أن تشهد أعمال الجمعية العامة مناقشات مكثفة حول كيفية تحقيق أهداف التنمية المستدامة في قطاع السياحة.
دور التكنولوجيا في تطوير القطاع السياحي
يشهد القطاع السياحي تحولات كبيرة بفضل التطورات التكنولوجية المتسارعة. وتشمل هذه التطورات: استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة السائح، وتطوير تطبيقات الهاتف المحمول التي تسهل عملية الحجز والتخطيط للرحلات، واستخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز في الترويج للوجهات السياحية. ومن المتوقع أن تشهد أعمال الجمعية العامة مناقشات حول كيفية الاستفادة من هذه التطورات التكنولوجية في تطوير القطاع السياحي.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تناقش الجمعية العامة قضايا أخرى مثل تسهيل إجراءات السفر، وتعزيز الأمن السياحي، وحماية حقوق المستهلكين. وتأتي هذه المناقشات في إطار سعي المنظمة إلى تطوير قطاع سياحي آمن ومستدام وشامل للجميع.
وفقاً لبيانات وزارة السياحة، شهدت المملكة العربية السعودية نمواً ملحوظاً في عدد السياح خلال السنوات الأخيرة، ويعزى ذلك إلى الاستثمارات الكبيرة التي قامت بها المملكة في تطوير البنية التحتية السياحية، وتنويع المنتجات السياحية، والترويج للمملكة كوجهة سياحية عالمية. وتشير التوقعات إلى أن استضافة الرياض للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة ستساهم في زيادة عدد السياح بشكل أكبر.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه قطاع السياحة في المملكة، مثل الحاجة إلى تطوير المهارات والكفاءات لدى العاملين في القطاع، وتحسين جودة الخدمات السياحية، وتعزيز الوعي بأهمية السياحة المستدامة. وتعمل وزارة السياحة على معالجة هذه التحديات من خلال تنفيذ عدد من البرامج والمبادرات.
من المتوقع أن تعلن منظمة الأمم المتحدة للسياحة عن نتائج الدورة السادسة والعشرين للجمعية العامة في بيان ختامي، يتضمن توصيات وقرارات بشأن القضايا التي تمت مناقشتها. وستشكل هذه التوصيات والقرارات إطاراً للعمل المشترك بين الدول الأعضاء في مجال السياحة خلال الفترة القادمة. ومن المنتظر أن يتم تحديد موعد ومكان انعقاد الدورة السابعة والعشرين للجمعية العامة في نهاية أعمال الدورة الحالية.






