ورغم أن الطقس المضطرب يمثل أحد العوامل المؤثرة في قطاع الطيران، كونه من أهم التحديات التي تواجه الطيارين خلال رحلاتهم، لكن الطيار السعودي قادر على خوض الصعاب والخروج منه بأمان.
وتبقى كفاءة الطيار العنصر الحاسم في التعامل مع هذه التحديات، رغم التطور التكنولوجي الكبير الذي شهده الطيران.
في هذا السياق، أكد عضو لجنة المخاطر والسلامة بمجلس إدارة السعودية، كابتن سعد الشهري في حديثه لـ “اليوم”، أن الأحوال الجوية العنيفة تمثل إحدى أكبر التحديات التي تواجه الطيار أثناء أداء عمله.
وأوضح أن هذه الظروف تشمل العواصف الرعدية، والأمطار، والثلوج، والرياح الشديدة، والضباب، والغبار، وكل ما يمكن أن يحجب الرؤية الأفقية أو يقلص مسافتها أو يصعّب حركة الطائرة على المدرج أو ممرات المطار مثل الصقيع والماء المتجمد.
أحوال الطقس عامل مهم للطيران
وأشار “الشهري” إلى أن جميع الحكومات والمنظمات الدولية والمحلية المعنية بسلامة الطيران تولي هذه الأحوال الجوية أعلى درجات الاهتمام، حيث يتم مراقبة حدوثها وتتبع مساراتها.
وأضاف أنه يتم فرض العديد من الأنظمة الملزمة التي تحدد للمطارات وشركات الطيران كيفية التعامل معها، وتوضح الأجواء التي يسمح بالطيران فيها والأخرى التي يمنع فيها، بالإضافة إلى الحالات التي تستوجب إيقاف حركة المطارات تمامًا.
تطوير معدات الطيران والتدريب
وقال “الشهري” إن الشركات المصنعة للطائرات تولي أهمية كبيرة لتطوير المعدات والأجهزة الإلكترونية الضرورية لغرف القيادة، والتي تساعد الطيارين على التحليق في مختلف الأحوال الجوية، ومع ذلك، فإن القوانين تفرض على الطيارين تفادي أي حالة جوية تصل إلى مرحلة قد تشكل خطرًا على سلامة الطائرة وركابها.
وأكد أن شركات الطيران تعمل على تدريب طياريها بشكل مكثف للتعامل مع مختلف الأحوال الجوية، بما يؤهلهم للتعامل مع كل ظاهرة جوية بفهم عميق لخصائصها والإلمام بالمهارات والوسائل اللازمة للتعامل معها، ومعرفة الحد الذي يجب فيه على الطيار الابتعاد بطائرته عن منطقة حدوث أي ظاهرة خطرة.
وأوضح أن هذا التدريب يتم بإشراف مدربين مهرة وبواسطة أجهزة محاكاة متطورة يمكن من خلالها تمثيل أي حالة جوية بدقة عالية، مما يمنح الطيار فرصة للتدرب على مواجهة تلك الحالة بشكل واقعي. وأضاف أن هذه الأجهزة تتيح للطيار اكتساب صورة حقيقية لما قد يواجهه أثناء الطيران، مما يعزز ثقته بنفسه ويكسبه المهارات اللازمة للتعامل مع كل حالة جوية بما يستدعيه الموقف.
ظواهر جوية تحت السيطرة
وفيما يتعلق بالمهارات الشخصية، أضاف الشهري أن مهارات الطيار الفردية تلعب دوراً هاماً في أداء عمله، مؤكداً أن أي طيار لا يُمنح رخصة الطيران إلا بعد إثبات كفاءته وقدرته على التعامل مع جميع الحالات الجوية المتوقعة.
وتطرق الشهري إلى أحد المقاطع المصورة التي أظهرت أداءً مميزاً لطيار سعودي أثناء هبوطه بطائرة وسط رياح جانبية شديدة، مشيراً إلى أن هذا المقطع يعكس كفاءة الطيار السعودي ومهنيته العالية في تنفيذ ما تم تدريبه عليه.
الطيار السعودي ضمن الأفضل عالميًا
وختم الشهري حديثه قائلاً: “من خلال خبرتي الشخصية كمدرب ومختبر طيارين، قمت بتدريب واختبار طيارين من مختلف الجنسيات على مدى سنوات عديدة، وقد ثبت لي أن الطيار السعودي يتمتع بمهارات فردية متميزة تجعله ضمن الأفضل عالمياً في مجال الطيران”.
وكان المواطن السعودي الكابتن طيار محمد آل شيبان نجح في الهبوط بطائرته بسلام في مطار العاصمة البريطانية لندن، وسط ظروف جوية عصيبة جراء عاصفة “بيرت” التي ضربت البلاد.
وأظهر الكابتن آل شيبان مهارة فائقة في تنفيذ ما يُعرف بـ”الهبوط الصعب”، وهو إجراءٌ يُلجأ إليه في حالات الطوارئ كالعواصف الشديدة، حيث تُصبح الرؤية محدودة وتزداد صعوبة اتخاذ القرار.
ولفت هذا الإنجاز أنظار رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أشادوا بشجاعة الكابتن آل شيبان ومهارته العالية في التعامل مع الموقف الصعب، مؤكدين أنه مثّل وطنه خير تمثيل.