أثار منشور كتبته معلمة لغة عربية تدعى “إيمان لطفي”، تعمل بإحدى مدارس الإسكندرية، موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما هددت فيه الطالبات بإغلاق باب الفصل عليهن و”تدبيس الحجاب في رقابهن”، في حال ارتدينه بطريقة وصفتها بأنها “موضة لا تليق بالوقار”. 

وقالت في منشورها: “العام المقبل اللي هتدخل الحصة بالمنظر ده هقفلها على الباب بعلبة دبابيس وأدبسلها الطرحة في رقبتها، إجازة سعيدة حبايب قلبي”.

المنشور انقسمت حوله الآراء ما بين مؤيد لرؤية المعلمة، ومعارض لطريقتها، حيث اعتبرها البعض وصاية وتدخلاً غير مبرر، بينما رأى آخرون أنها تعبير عن غيرة محمودة من معلمة على طالباتها.

 وسرعان ما خرجت المعلمة لتوضح أنها كانت تمزح معهن، وأن الهدف كان التوجيه لا الترهيب، مؤكدة: “أنا مربية قبل ما أكون معلمة، وده من باب التهذيب مش العقاب”.

الشيخ أحمد كريمة يوضح الموقف الشرعي

في هذا السياق، أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة هو تغطية شعر الرأس من منبت الجبهة حتى منتهى القفا، وما بين الأذنين، مع تغطية فتحة الصدر. 

وأضاف أنه “يعفى عما يظهر عادة مثل الأذن، ومقدم الذراع، ومنتهى الساق، بما جرت به العادة في المجتمعات الإسلامية”.

الورداني: كشف الشعر والرقبة خلل في الحجاب

كما أشار الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أن الحجاب الكامل يشمل جميع الجسد ما عدا الوجه والكفين، وكشف أي جزء من الشعر أو الرقبة يُعد خللًا في الحجاب، لكنه أكد أن مسألة الإثم والثواب ليست موكولة إلى الناس بل إلى الله سبحانه وتعالى.

وأضاف في تصريحات له ” أن الحجاب “ليس مجرد مظهر خارجي لمنع الفتنة، بل هو حفظ للكرامة الإنسانية، مثلما يُلزم الرجال بستر عوراتهم”، داعيًا الفتيات إلى الالتزام بضوابط الشريعة بعيدًا عن التشدد أو الاستهانة.

وتابع: القضية وإن بدت في ظاهرها شخصية، إلا أنها أعادت طرح تساؤلات قديمة متجددة حول مفهوم الحجاب، وحدود السلطة التربوية للمعلمين والمعلمات، والفصل بين التربية والإكراه، وبين الغيرة الدينية واحترام الحريات الشخصية في إطار من الوعي والرحمة، دون تقليل من قيمة الحجاب أو تحميله فوق ما يحتمل من الخلافات المجتمعية.

 

شاركها.