وتواجه أسعار الذهب أشد انخفاض أسبوعي لها منذ أكثر من ثلاث سنوات مدفوعة بقوة الدولار الأمريكي وتغير تفضيلات المستثمرين، وفق ما ذكرت صحيفة إنديا توداي.
تراجع أسعار الذهب
اختتم سعر الذهب الفوري الأسبوع عند 2562.61 دولار للأوقية بانخفاض يزيد عن 4% بينما انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.2% إلى 2567.10 دولار.
اقرأ أيضاً: أسعار الذهب تستقر مؤقتاً وصعود الدولار يلقي بظلاله على النفيس
أسباب هبوط أسعار الذهب
يأتي الانخفاض بعدما أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول إلى نهج أكثر حذرًا تجاه خفض أسعار الفائدة مسلطًا الضوء على الحاجة إلى تجنب القرارات المتسرعة.
وقد أدت تعليقاته إلى تغيير معنويات السوق مما قلل من احتمال خفض أسعار الفائدة في ديسمبر إلى 59% من 83% وفقًا لأداة فيد واتش التابعة لشركة “سي إم إي”.
ارتفاع الدولار يعرقل انتعاش الذهب
أضاف ارتفاع قيمة الدولار إلى التحديات الماثلة أمام معدن الذهب وهو مما جعل المعدن أكثر تكلفة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.
ويستعد الدولار لأكبر لمواصلة مكاسبة الأسبوعية في أكثر من شهر في حين واصلت عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعها مما قلل من جاذبية الذهب.
اقرأ أيضاً: الذهب في أسبوع.. انخفاض مفاجئ وعزوف عن الشراء
وعادة ما تثبط أسعار الفائدة المرتفعة الاستثمار في الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب.
تأثير البيانات الأمريكية
ومما زاد من الضغوط تجاوزت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التوقعات في أكتوبر وهو ما يشير من ناحية أخرى إلى مرونة الاقتصاد الأول.
وقد عزز هذا من تباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة وتقليص جاذبية الذهب كملاذ آمن.
تحول الاهتمام إلى العملات المشفرة
عزا راؤول كالانتري المحلل ونائب رئيس السلع الأساسية في شركة “ميهتا إكويتيز” انخفاض أسعار الذهب إلى ارتفاع الدولار وتحول اهتمام المستثمرين نحو العملات المشفرة التي قفزت بشكل ضخم.
وأضاف أن ارتفاع عملة البيتكوين القياسي إلى 93 ألف دولار للعملة الواحدة لفت الانتباه بعيدًا عن الأصول الآمنة التقليدية مثل الذهب.
كذلك انضم إلى رأيه جاتين تريفيدي المحلل ونائب رئيس الأبحاث في شركة “إل كيه بي” للأوراق المالية بقوله إن ضعف الذهب دون مستوى 2550 دولارًا يعد أمرا مركبًا في أسبابه من ارتفاع مؤشر الدولار فوق 106.50 نقطة.
وأشار إلى أن قراءة التضخم غير المتوقعة تثير مخاوف لدى المحللين من أن يوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة مما يفرض ضغوطًا إضافية على الذهب.
توقعات إيجابية للذهب
وعلى الرغم من انخفاض الأسعار حالياً يظل المحللون متفائلين بشأن إمكانات المعدن الأصفر على المدى الطويل. ولا تزال التوقعات بوصوله إلى 3000 دولار للأونصة قائمة في 2025 في ضوء التوترات الجيوسياسية والتغيرات الاقتصادية العالمية.
وقد يكون الانخفاض الحالي في السوق فرصة للمستثمرين لشراء الذهب.
ومع ذلك، من المهم أيضًا ملاحظة أنه مع ارتفاع أسعار الفائدة واستقرار التضخم قد تحد من المكاسب في المدى القصير.