آن الرفاعي وكريم محمود عبد العزيز أثارا الجدل، خلال الساعات الماضية عبر موقع التواصل الاجتماعى، بعد إعلان الأخير خبر انفصالهما بشكل رسمى عبر إنستجرام، لتفجر “آن” مفاجأة بأنها لم تعلم بأمر طلاقها إلا من خلال هذا الاستوري الذى كتبه كريم، ليتساءل الكثير عن هل بالفعل يقع الطلاق أونلاين أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟.
هل يقع الطلاق أونلاين أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي
وفى هذا السياق قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، خلال فتوى سابقة له عبر موقع دار الإفتاء المصرية، إن الرسائل والمكاتبات لا يقع بها الطَّلاق إلا بالنيَّة، لأنها إخبار يحتمل الصدق والكذب، فيُسأل الزوج الكاتب عن نيته؛ فإن كان قاصدًا بها الطلاق حُسِبت عليه طلقة، وإن لم يقصد بها إيقاع الطلاق فلا شيء عليه، وهذا لا يُعرف إلا بحضور الزوج وسؤاله ومعرفة مقصده ونيته.
وأوضح أن الزواج هو عقد ثبت بيقين، ولا ينبغي أن يُرفع إلا بيقين، لذا نقوم بالتحقُّق من وقوع الطلاق.
ولفت إلى أن الطلاق عن طريق الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي يدخل في إطار الطلاق المكتوب، ولا يمكن الحكم عليه إلا بالتحقيق والجلوس مع الزوج الكاتب وكذلك بحضور الزوجة في بعض الحالات.
وعن حكم إتمام الزواج عن طريق إرسال رسالة مكتوبة من الزوج بأنه تم الزواج، أكَّد أنَّ هذا عبث؛ فالزواج عقد جليل لا يتمُّ إلا بمقوِّمات واضحة منها الإيجاب والقبول والشهود والصداق وغيرها، وهناك عبارات لبعض العلماء المعاصرين كانت أكثر كشفًا وبيانًا؛ كالشيخ محمد أبو زهرة الذي عرَّف هذا العقد بقوله: “عقد يفيد حِلَّ العشرة بين الرجل والمرأة، وتعاونهما، ويُحدِّد ما لكليهما من حقوق وما عليهما من واجبات”.
وشدَّد مفتي الجمهورية السابق، على أنَّ رابطة الزواج رابطة قوية ومتينة، وقد وُصفت بأوصاف عديدة في القرآن الكريم، لعلَّ من أجلِّها وصف الله تعالى لها بالميثاق الغليظ؛ فالزواج الشرعي والرسمي يتَّصف بسمات معينة، ويمرُّ بمراحل عديدة لإتمامه؛ بدءًا من خِطبة تشتمل على حوار راقٍ وإيجاب وقبول، ثم إبرام العقد وتوثيقه، وإشهار وإشهاد… وغيرها من الأمور المتَّفق عليها عُرفًا والموافقة للشرع.
واستدلَّ بقول الإمام القرافي المالكي بعِظم عقد الزواج عن غيره من العقود بقوله: “إنَّ الشيء إذا عظم قدره شدَّد فيه الشارع ما لم يشدِّد فيما ليس كذلك، ولما كان النكاح عظيم الخطر، جليل القدر؛ لأنه سبب بقاء النوع الإنساني وسبب العفاف الحاسم لمادة الفساد واختلاط الأنساب وغير ذلك من المصالح، لما كان الأمر كذلك شدد فيه الشارع ما لم يشدد في البيع؛ نظرًا لسهولة أمر البيع”.
الطلاق عبر مواقع “فيسبوك” و”واتساب”
كما أكد دار الإفتاء المصرية، خلال فتوى سابقة لها، أن الطلاق عبر مواقع “فيسبوك” و”واتساب”، ومواقع التواصل الاجتماعي أو ما يسمى الطلاق الإلكتروني عبر أي وسيلة إلكترونية، يدخل ضمن أحكام طلاق الغائب”.
وأوضحت أنه “في حال وقوع الطلاق بالتواصل المباشر سواء بالصوت فقط أو بالصوت والصورة بالفيديو، يكون حكمها حكم التواصل الطبيعي، ويقع نفس أحكامه”، مشيرة إلى أن السبب في ذلك هو وجود شخصين على نفس الوسيلة في نفس الوقت يأخذ حكم الوجود الفعلي، ويتيح إمكانية مشاهدة المتعاقدين أثناء الموافقة أو غيرها”.
اما الطلاق الصادر عن الزوج باللفظ الكنائي وهو كل لفظ يحتمل الطلاق وغيره كأن يخاطب الزوج زوجته عبر وسائل التواصل الاجتماعي بقوله اذهبي إلى بيت أهلك وغيره من الألفاظ التي تحتمل الطلاق وتحتمل غيره، وهنا لا بد من سؤال الزوج عن نيته فإن كان يقصد الطلاق وقع الطلاق به، وإن لم يقصد الطلاق لم يقع الطلاق؛ لأن اللفظ الكنائي يحتاج إلى نية، وهذا ما أكده قانون الأحوال الشخصية الأردني: يقع الطلاق بالألفاظ الصريحة دون الحاجة إلى نية وبالألفاظ الكنائية التي تحتمل معنى الطلاق وغيره بالنية”.
ولابد فى جميع حالات الطلاق السابقة من التأكد من أن الزوج أو وكيله هو من قام بكتابة رسالة الطلاق وكان قاصدا الطلاق فعلا، أو هو من تلفظ بالطلاق بصوته ولم يقم شخص أخر بمحاكاته أو تقليده.






