في ظل الأزمات العالمية المتصاعدة والتوترات الجيوسياسية المتفاقمة، أصبح الذهب حديث الساعة مجددًا، ليس فقط باعتباره معدنًا ثمينًا، بل كأداة استراتيجية للتحوط والاستثمار الآمن. 

ومع الارتفاعات القياسية التي يشهدها سعر الذهب عالميًا ومحليًا، تتجه أنظار المستثمرين والمواطنين إلى هذا المعدن الأصفر، بحثًا عن الأمان المالي في وقت تتأرجح فيه الأسواق وتُطرح الأسئلة إلى أين تتجه أسعار الذهب؟ وهل الآن هو الوقت المناسب للشراء؟

في هذا السياق، كشف عمرو مغربي، عضو الشعبة العامة للذهب، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “الحكاية” مع الإعلامي عمرو أديب، عن خلفيات هذا الارتفاع التاريخي، موضحًا الأسباب والتوقعات، ومقدمًا رؤى مهمة حول مستقبل الذهب كأداة استثمارية.

توترات جيوسياسية وقرارات اقتصادية متخبطة تشعل أسعار الذهب

أكد مغربي أن ارتفاع أسعار الذهب يعود إلى التوترات الجيوسياسية الدولية، إلى جانب القرارات الاقتصادية المتخبطة من قبل الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب، التي شملت فرض رسوم جمركية ومشكلات مع الصين، بالإضافة إلى تراجع سعر الدولار.

كل هذه العوامل دفعت العديد من الدول إلى الاعتماد على الذهب كملاذ آمن، في مواجهة حالة عدم اليقين التي تسود الاقتصاد العالمي.

الصين وروسيا والهند تقود موجة شراء الذهب يوميًا

أوضح أن دولًا مثل الصين وروسيا والهند تقوم بشراء كميات كبيرة من الذهب بشكل يومي، في إطار سياسة التحوط من التوترات الاقتصادية مع الولايات المتحدة، مما زاد من الطلب العالمي على الذهب ورفع أسعاره بشكل لافت.

أسعار قياسية: الأوقية تتجاوز 4250 دولارًا وجنيه الذهب يقترب من 1000 دولار

ارتفع سعر أوقية الذهب عالميًا إلى حوالي 4253 دولارًا، ما انعكس بشكل مباشر على الأسواق المحلية، حيث تجاوز سعر جنيه الذهب في مصر 46 ألف جنيه، وهو ما يعادل تقريبًا 1000 دولار، في مؤشر على أن الأسعار قد وصلت إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة.

ارتفاعات متتالية تثير الدهشة: من 1000 إلى 6000 جنيه للجرام

قال مغربي إن الدهشة من أسعار الذهب تتكرر مع كل قفزة، فبعدما كان سعر الجرام يثير الاستغراب عند 1000 جنيه، ارتفع إلى 2000، ويقترب الآن من 6000 جنيه، في دورة متوقعة تعكس تغيرات السوق وظروف الاقتصاد العالمي.

هل الوقت مناسب للشراء؟

رغم الأسعار المرتفعة، يرى عمرو مغربي أن الوقت لا يزال مناسبًا لشراء الذهب، بشرط أن يكون ذلك من فائض الأموال وليس من الاحتياجات الأساسية، مؤكدًا أن الذهب يظل استثمارًا آمنًا وطويل الأجل.

وأشار إلى أن الحد الأدنى لفترة الاستثمار المثالية في الذهب هو سنة إلى سنة ونصف، ولكن في كثير من الأحيان، تتحقق أرباح خلال فترة قصيرة قد لا تتجاوز الثلاثة أشهر، خاصة في أوقات التقلبات العالمية.

وأكد أن الذهب لا يسبب خسائر حقيقية للمستثمرين، حيث أن ما ينخفض هو هامش الربح وليس قيمة الأصل نفسه، مضيفًا أن الذهب دائمًا يعود للصعود حتى لو مر بفترات تصحيح مؤقتة.

نصيحة استثمارية: الذهب هو الأمان المالي في ظل عدم الاستقرار

اختتم مغربي تصريحاته بتوجيه نصيحة لمن يمتلك فائضًا من المال، أن الاستثمار في الذهب خيار منطقي وذكي في ظل ما يشهده العالم من اضطرابات. فالذهب، وعلى مدار التاريخ، أثبت أنه الأكثر ثباتًا وقوة أمام الأزمات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو نقدية.

شاركها.