تستهلك الدول الأوروبية مخزوناتها من الغاز الطبيعي حاليًا بوتيرة لم تحدث منذ 7 سنوات، في ظل موجة الطقس البارد التي تزيد الحاجة إلى التدفئة، مع توقعات بموجة باردة جديدة خلال الأسبوع الحالي.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن مستودعات الغاز الضخمة في أوروبا التي تمثل احتياطي لمواجهة أي نقص في الإمدادات الجارية، مملوءة حاليًا بنسبة 70% فقط، في حين كانت النسبة في مثل هذا الوقت من العام الماضي 80%. وأضافت الوكالة أنه في حين لا يوجد خطر حدوث نقص فوري في إمدادات الغاز بأوروبا، فإن السحب السريع من المستودعات يمكن أن يجعل عمليات إعادة الملء صعبة قبل موسم التدفئة المقبل، وهو ما يهدد بدفع الأسعار إلى الارتفاع على المدى القصير.

أكبر تراجع تشهده المستودعات

بحسب بيانات شبكة البنية التحتية الأوروبية للغاز الطبيعي التي جمعتها بلومبرج، فإن مستويات التخزين في مستودعات الغاز حاليا تقل بمقدار 25 نقطة مئوية عن أقصى مستويات لها، وهو أكبر تراجع تشهده المستودعات منذ 2018.
وقالت سامنتا دارت مديرة إدارة أبحاث الغاز الطبيعي في بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس: “كلما انخفضت كميات التخزين في المستودعات بنهاية مارس المقبل، زادت صعوبة إعادة الملء قبل موسم الشتاء المقبل”.
وأصبح الطقس أشد برودة في معظم أنحاء شمال غرب أوروبا، وهو ما قد يؤدي إلى المزيد من عمليات السحب من المخزونات في الأيام المقبلة مع زيادة استخدام الغاز للتدفئة.

كما تتعرض القارة بشكل متزايد إلى تقلبات السوق، إذ تعتمد على الغاز الطبيعي المسال المستورد من السوق العالمية لتعويض النقص الناجم عن توقف ضخ الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب التي تمر بأراضي أوكرانيا منذ بداية العام الحالي.

شاركها.