أعلنت الإدارة العامة للتعليم في المنطقة الشرقية، اليوم الأحد، عن تحويل نظام الدراسة إلى التعليم عن بعد يوم غدٍ الاثنين الموافق 24 جمادى الآخرة 1447هـ، وذلك في جميع المدارس التابعة لها وكذلك في محافظة حفر الباطن. يأتي هذا القرار كإجراء احترازي بهدف ضمان سلامة الطلاب والطالبات والهيئتين التعليمية والإدارية، في ظل الظروف الجوية المتقلبة التي تشهدها المنطقة. التحول سيتم عبر منصة “مدرستي” الإلكترونية.
يشمل هذا القرار جميع المراحل التعليمية، من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، في مدارس المنطقة الشرقية ومحافظة حفر الباطن. ويستثني القرار، بشكل مبدئي، المؤسسات التعليمية التي قد تحدد لاحقاً آليات مختلفة للتعامل مع الوضع، بحسب ما ذكرت الإدارة العامة للتعليم. الهدف الرئيسي هو استمرار العملية التعليمية بشكل آمن ومنظم.
التعليم عن بعد: أسباب القرار وتفاصيله
تأتي هذه الخطوة بناءً على تقارير الأرصاد الجوية التي تشير إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، مع توقعات بهطول أمطار غزيرة واحتمالية حدوث سيول. وبحسب الإدارة العامة للتعليم، فإن القرار يهدف إلى تفادي أي مخاطر محتملة قد تؤثر على سلامة الطلاب والمعلمين جراء صعوبة التنقل أو الظروف الجوية السيئة. المنطقة الشرقية تشهد في هذه الفترة من العام تقلبات جوية حادة.
لم تُصدر الإدارة العامة للتعليم توضيحاً تفصيلياً حول المدة الزمنية لهذا التحول إلى التعليم عن بعد، لكنها أكدت أن الوضع سيتم تقييمه باستمرار. سيتم الإعلان عن أي تحديثات أو قرارات جديدة في الوقت المناسب عبر القنوات الرسمية للإدارة. هذا التقييم المستمر سيأخذ في الاعتبار تطورات الأحوال الجوية ومدى تأثيرها على البيئة التعليمية.
منصة “مدرستي” ودورها في استمرارية التعليم
تعتبر منصة “مدرستي” حجر الزاوية في خطط التعليم الرقمي في المملكة العربية السعودية. وقد أثبتت المنصة فعاليتها في استمرار العملية التعليمية خلال جائحة كوفيد-19، حيث وفرت بديلاً آمناً وموثوقاً للتعليم التقليدي. المنصة تتيح الوصول إلى الدروس والمواد التعليمية عبر الإنترنت.
تضم منصة مدرستي مجموعة متنوعة من الأدوات والموارد التعليمية، مثل الفصول الافتراضية، والمكتبات الرقمية، والاختبارات الإلكترونية. يستطيع المعلمون الوصول إلى طلابهم وتقديم الدروس والتوجيهات عن بعد، بينما يمكن للطلاب متابعة الدروس وإكمال المهام والواجبات المدرسية. الهدف هو جعل تجربة التعلم عن بعد مماثلة قدر الإمكان للتجربة التقليدية.
تأثير القرار على أولياء الأمور والطلاب
يتطلب هذا التحول إلى التعلم عن بعد تعاوناً كاملاً من أولياء الأمور لضمان توفير بيئة مناسبة لأبنائهم للدراسة في المنزل. يجب على الأولياء التأكد من توفر الأجهزة والاتصال بالإنترنت اللازمين، وتشجيع أبنائهم على الالتزام بجدول الدراسة المحدد من قبل المعلمين. دور الأولياء محوري في نجاح هذه التجربة.
من ناحية أخرى، قد يواجه بعض الطلاب صعوبات في التكيف مع نظام التعليم عن بعد، وخاصةً أولئك الذين يفتقرون إلى المهارات الرقمية أو الذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى التكنولوجيا. تعمل الإدارة العامة للتعليم على توفير الدعم اللازم لهذه الفئة من الطلاب، من خلال تقديم التدريب والمساعدة التقنية. بالإضافة إلى ذلك، هناك تركيز على توفير مواد تعليمية مبسطة وسهلة الفهم.
الإجراءات الاحترازية والظروف الجوية
يأتي هذا القرار في سياق الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل الجهات المعنية لضمان سلامة المواطنين والمقيمين في المنطقة الشرقية. وكانت مديرية الدفاع المدني قد أصدرت تحذيرات بشأن الأمطار الغزيرة واحتمالية حدوث سيول، وناشدت الجميع اتخاذ الحيطة والحذر. السلامة أولاً هي المبدأ الأساسي الذي يوجه هذه القرارات.
وتشهد المنطقة الشرقية، بشكل عام، موجة من التقلبات الجوية خلال فصل الشتاء، حيث تتخللها أمطار غزيرة وعواصف رعدية. وقد تسببت هذه التقلبات الجوية في الماضي في تعطيل حركة المرور وإغلاق بعض الطرق. لذلك، فإن اتخاذ الإجراءات الاحترازية يعد أمراً ضرورياً لحماية الأرواح والممتلكات. الاستعداد الجيد لهذه الظروف يساعد على تقليل المخاطر.
بالإضافة إلى التعليم عن بعد، قد تتخذ الجهات المعنية إجراءات أخرى، مثل تعليق الدراسة في بعض المدارس التي تقع في المناطق المعرضة للخطر. القرارات ستتخذ بناءً على تطورات الأحوال الجوية وتقييم المخاطر المحتملة. الهدف هو ضمان سلامة الجميع.
يبقى الوضع قيد المتابعة من قبل الإدارة العامة للتعليم والجهات المختصة. من المتوقع أن يتم الإعلان عن قرار بشأن استئناف الدراسة التقليدية في أقرب وقت ممكن، بعد تحسن الأحوال الجوية. تعتمد سرعة اتخاذ هذا القرار على استقرار الطقس. الجميع ينتظرون التحديثات الرسمية من مصادر موثوقة بشأن مستقبل الدراسة في المنطقة الشرقية.






