“عبثا تحاول.. لا فناء لثائرٍ، أنا كالقيامة ذات يوم آتٍ” – بهذه الأبيات تفاعل مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي مع ظهور مقاتلي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لحظة إعلان وقف إطلاق النار بكامل عتادهم العسكري في قطاع غزة.

في حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن أن هدفه الأول القضاء على حماس في قطاع غزة منذ اليوم الأول لإعلان عدوانه على قطاع غزة وضرب قدرات حماس العسكرية، ولكن ظهر مقاتلو القسام بزي عسكري موحد، ولثام موحد، وعصابات خضراء، ومركبات عسكرية في استعراض قوة بشمال غزة، كما لو كانوا في اليوم الأول من الحرب حطم هذا لادعاء وأثبت بأن نتنياهو لم يحقق أي شيء من حربه سوى القتل والدمار.

وسخر مغردون أيضا من فشل أجهزة المخابرات الإسرائيلية في عملها الاستخباراتي في تحديد أماكن الأسرى الإسرائيليين.

وتساءل أحد المدونين: “بعد 471 يوما من حرب الإبادة، من أين خرج مقاتلو القسام؟ إسرائيل ستجن!”.

وعلّق مراقب للحرب على غزة منذ يومها الأول بالقول: “أشاهد مقاتلي القسام عند خروجهم من مواقع القتال بعد وقف إطلاق النار، وأجدهم كما كانوا قبل 15 شهرا من الحرب الضروس – بزي عسكري نظيف، وانضباط عالٍ، وشعور ظاهر بالفخر والاعتزاز”.

وأضاف: “ما يميز مظهرهم اليوم عن بداية الحرب أمران: حضور الشهداء بأرواحهم عوضا عن أجسادهم، وازدياد ثقتهم بأنفسهم”.

ودعا نشطاء على منصات التواصل إلى تكثيف نشر صور الاحتفالات في غزة، خاصة مع مقاتلي القسام، معتبرين أن ذلك سيؤدي إلى:

إثارة غضب العدو وتأليب الإعلام الإسرائيلي على حكومته وتسريع انهيار حكومة الحرب وتعزيز فقدان الثقة بالجيش والقيادة الإسرائيلية بحسب بعض المتابعين.

وخلص مدونون إلى أن الإيمان بالقضية والارتباط بالأرض يصنعان المستحيل، مؤكدين أن الحروب لا تستنزف المدافعين عن أرضهم، بل تزيد من خبراتهم وتعزز عزيمتهم حتى استرداد حقوقهم.

وأثار المشهد غضب بعض الإعلاميين الإسرائيليين أيضًا، فكتب مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش عبر حسابه على منصة إكس: “بينما تستمر إسرائيل في انتظار قائمة المختطفين، تستمر حماس في استهداف إسرائيل، إليكم أهم الصور التي يمكن مشاهدتها الآن من قطاع غزة: ينتشر مقاتلو حماس، في شاحنات البيك أب، ويضعون العصابات الخضراء على رؤوسهم. رجال شرطة حماس بزي شرطة غزة ينتشرون في مختلف أنحاء القطاع، وسط هتافات الحشود. حماس، التي لم تفقد في أي لحظة من الحرب سيطرتها على أي جزء من قطاع غزة (باستثناء المناطق التي تم إخلاؤها بالكامل)، تستغل هذه الساعات لتعزيز وترسيخ قبضتها وحكمها على المواطنين في غزة. وقد قامت إسرائيل بإجلاء قواتها من بيت حانون، ومن جباليا، ومن بيت لاهيا، ومن وسط رفح، وفي هذه الأثناء، أعادت حماس انتشارها وتستمر في السيطرة على عدد كبير من المدنيين. والخلاصة هي: حتى بعد مرور عام و3 أشهر، لم تنجح إسرائيل بعد في تفكيك حكم حماس في غزة وإيجاد حكومة بديلة.

شاركها.