ستقوم المفوضية الأوروبية بفحص ما إذا كانت شركة جوجل تقوم بخفض ترتيب المواقع الإخبارية في نتائج البحث بشكل غير عادل نتيجة لسياسة تهدف إلى مكافحة البريد العشوائي، وفقًا لما ذكرته المفوضية يوم الخميس. وقد وجدت المفوضية “مؤشرات” على أن المواقع الإخبارية يتم خفض أولويتها في قوائم البحث عند احتوائها على محتوى ترويجي من طرف ثالث.
سيتم توجيه هذا الفحص إلى شركة ألفابت، الشركة الأم الأمريكية لجوجل، وسيتم إجراؤه بموجب قانون الأسواق الرقمية (DMA) التابع للاتحاد الأوروبي، وهو مجموعة قواعد تم تطبيقها منذ عام 2023 بهدف معالجة هيمنة السوق للبوابات الرقمية المهيمنة. إذا تم العثور على ألفابت في انتهاك لقواعد قانون الأسواق الرقمية، فقد يتم تغريمها حتى 10% من حجم مبيعاتها السنوي العالمي.
فحص سياسة مكافحة البريد العشوائي
من المتوقع أن يركز هذا الفحص الجديد على “سياسة مكافحة إساءة استخدام سمعة الموقع” الخاصة بجوجل، والتي تم طرحها لأول مرة في مارس 2024. تهدف هذه السياسة إلى معالجة الأساليب التي تستخدمها المواقع الإلكترونية لاستضافة محتوى ترويجي بهدف التلاعب بخوارزمية ترتيب جوجل والوصول إلى أعلى نتائج البحث.
ستهدف التحقيقات إلى تحديد ما إذا كانت هذه السياسة تميز ضد الشركات الإخبارية الراسخة، التي غالبًا ما تستضيف محتوى ترويجي مدفوع. وفقًا لمسؤول في المفوضية الأوروبية، قد تؤدي هذه السياسة إلى إزالة المواقع من فهرس بحث جوجل بالكامل، لكنه لم يؤكد ما إذا كان هناك دليل على إزالة المواقع الإخبارية نتيجة لذلك.
رد فعل جوجل
دافعت جوجل عن سياستها، مشيرة إلى أنها ضرورية لضمان تكافؤ الفرص للمواقع الإلكترونية ولمكافحة “الأساليب الخادعة” المستخدمة “لتجاوز المواقع الأخرى” في الترتيب. جاء ذلك في بيان صادر عن كبير علماء البحث في جوجل، باندو ناياك، الذي وصف الفحص بأنه “مضلل ويهدد بإلحاق الضرر بملايين المستخدمين الأوروبيين”.
تشير جوجل أيضًا إلى أن الفحص “بدون أساس” لأن محكمة ألمانية رفضت بالفعل ادعاءً مشابهًا وقضت بأن سياسة مكافحة البريد العشوائي الخاصة بالشركة “صالحة ومعقولة وتم تطبيقها باستمرار”.
التأثير على الناشرين
من المتوقع أن يهدف فريق التحقيق إلى فهم تأثير ممارسات جوجل على إيرادات الناشرين. يعتقد أن الفحص سيستمر لمدة 12 شهرًا. في غضون ذلك، يواجه الناشرون بالفعل تحديات بسبب الموجزات التي تُنشئها الذكاء الاصطناعي، المعروفة باسم “نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي”، والتي تظهر في أعلى نتائج البحث ويُعتقد أنها أدت إلى انخفاض حاد في حركة مرور البحث إلى المواقع الإخبارية.
رفع اتحاد الصحف الإيطالي شكوى رسمية إلى هيئة الاتصالات الوطنية الشهر الماضي، مطالبًا بفحص تأثير “نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي” على قرّائه. يبقى أن نرى كيف سيتعامل الفحص مع هذه القضايا وما إذا كان سيؤدي إلى تغييرات في سياسات جوجل.
ستواصل المفوضية الأوروبية فحص ممارسات جوجل وتقييم تأثيرها على الناشرين الأوروبيين. سيتم الإعلان عن النتائج في غضون الأشهر القليلة المقبلة.






