يتزايد الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قبل مجموعة من الناشطين والمزارعين، يشار إليهم بحركة “اجعل أمريكا زراعية مرة أخرى” (MAHA)، بسبب ما يرونه تراجعًا في الالتزام بحماية البيئة وتعزيز الزراعة المستدامة. وتطالب الحركة، التي تضم أعضاء من مختلف الأطراف السياسية، بإصلاحات جذرية في نظام دعم الزراعة الأمريكي وتقليل تأثير الشركات الكبرى على الهيئات التنظيمية. هذا التحول يثير تساؤلات حول مستقبل الزراعة المستدامة في الولايات المتحدة.
بدأت هذه الحركة في اكتساب زخم ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، مع إطلاق عريضة عبر الإنترنت حصدت آلاف التوقيعات. وتركز الحملة بشكل خاص على انتقاد النائب الجمهوري لي زيلدين، الذي يُنظر إليه على أنه يتبنى سياسات تتعارض مع أهداف الحركة. وتشير التقارير إلى أن الحركة لا تستهدف زيلدين وحده، بل تسعى إلى التأثير على سياسات الإدارة بشكل عام.
الضغط المتزايد من أجل الزراعة المستدامة
تعتبر الحركة أن وكالة حماية البيئة (EPA) في وضع أسوأ حاليًا مقارنة بفترة إدارة الرئيس السابق جو بايدن، على الرغم من وعود ترامب بتحسين البيئة. وتشير منظمة “Grist” البيئية إلى أن الناشطين يعتقدون أن هناك سوء فهم كبير داخل الحزب الجمهوري حول مدى اهتمام الناخبين بهذه القضايا. ويرون أن إزالة المصالح التجارية من الهيئات التنظيمية هو جزء أساسي من أجندة MAHA.
نقد سياسات الدعم الزراعي
على الرغم من إعلان كينيدي ورولينز عن برنامج تجريبي بقيمة 700 مليون دولار لدعم الزراعة المتجددة، إلا أن الحركة تنتقد استمرار الإدارة في دعم المزارع الصناعية الكبيرة، وهي المستهلك الرئيسي للمبيدات السامة. وتعترف كيلي رايرسون، إحدى منظمات الحركة، بأن المزارع الصناعية تهيمن على القطاع الزراعي، وأن هذا يشكل حقيقة غير مريحة تؤثر سلبًا على جودة التربة.
وتطالب الحركة بإعادة هيكلة شاملة للنظام الزراعي، وتقليل الدعم المالي المقدم للمنتجات التي لا تعتبر غذاءً حقيقيًا. وتشير رايرسون إلى أن الإدارة الحالية لم تتخل عن سياسة تقديم الدعم المالي للمزارع، وهي السياسة التي يعتبرونها تدعم نظامًا يعتمد على المبيدات الضارة.
التركيز على دور وكالة حماية البيئة
يركز نشاط الحركة بشكل كبير على دور وكالة حماية البيئة (EPA) في تنظيم استخدام المبيدات والمواد الكيميائية الزراعية. وتتهم الحركة الوكالة بالتقاعس عن حماية البيئة والصحة العامة، وتطالب بتطبيق قوانين أكثر صرامة على المزارع الصناعية. وتؤكد الحركة على أهمية وجود هيئة تنظيمية مستقلة وقادرة على حماية البيئة من التلوث.
بالإضافة إلى ذلك، يرى البعض أن دعم الإدارة للمزارع الصناعية يتعارض مع جهودها المعلنة لتعزيز الزراعة المستدامة. ويرى خبراء الأمن الغذائي أن الزراعة المستدامة هي الحل الأمثل لضمان توفير غذاء صحي وآمن للجميع، مع الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.
في المقابل، يدافع أنصار سياسات الإدارة عن دعم المزارع الصناعية، بحجة أنها ضرورية لضمان توفير الغذاء بأسعار معقولة. ويرون أن القيود الصارمة على استخدام المبيدات قد تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وارتفاع أسعار المواد الغذائية. التنوع البيولوجي في المزارع الصغيرة هو أيضًا موضوع نقاش مستمر.
ومع ذلك، يرى منتقدو هذه السياسات أن التركيز على الإنتاجية على حساب البيئة والصحة العامة هو نهج قصير النظر. ويشيرون إلى أن التلوث الناتج عن المزارع الصناعية يؤدي إلى تدهور التربة وتلوث المياه والهواء، مما يهدد صحة الإنسان والبيئة على المدى الطويل.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه القطاع الزراعي الأمريكي تحديات كبيرة، بما في ذلك تغير المناخ وارتفاع تكاليف الإنتاج. وتشير التقارير إلى أن المزارعين يواجهون صعوبات متزايدة في التكيف مع هذه التحديات، وأنهم بحاجة إلى دعم حكومي أكبر لتبني ممارسات زراعية مستدامة.
من المتوقع أن تستمر الحركة في الضغط على الإدارة لتبني سياسات أكثر صداقة للبيئة. ومن المقرر أن يعلن النائب زيلدين عن أجندته الخاصة في مجال الزراعة قريبًا، ومن المتوقع أن تكون هذه الأجندة محورًا للجدل والنقاش. وستراقب الحركة عن كثب رد فعل الإدارة على هذه الأجندة، وتقييم ما إذا كانت تتوافق مع أهدافها أم لا. يبقى مستقبل السياسات الزراعية في الولايات المتحدة غير واضح، ويتوقف على التطورات السياسية والاقتصادية القادمة.






