برعاية وزارة الطاقة، تستعد العاصمة الرياض لاستضافة النسخة الثالثة عشرة من المؤتمر السعودي للشبكات الذكية في ديسمبر 2025. يهدف هذا الحدث الهام، الذي سيقام في الفترة من 15 إلى 17 من الشهر المذكور، إلى جمع الخبراء والمختصين من 25 دولة لمناقشة أحدث التطورات والابتكارات في مجال الشبكات الذكية، وذلك تحت شعار “ابتكار اليوم لاستدامة الغد”.
من المقرر أن يشهد المؤتمر مشاركة واسعة من القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية، حيث سيتم عرض 225 ورقة علمية خلال 28 جلسة حوارية وتقنية. سيُركز المؤتمر على مستقبل الطاقة وكيفية تطبيق التقنيات الحديثة لتحسين كفاءة الشبكات وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة.
أهمية المؤتمر السعودي للشبكات الذكية ودوره في رؤية 2030
يأتي هذا المؤتمر في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية تحولاً كبيراً في قطاع الطاقة، وذلك تماشياً مع رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتحقيق الاستدامة البيئية. يعتبر تطوير الشبكات الكهربائية الذكية عنصراً أساسياً في تحقيق هذه الأهداف، حيث تساهم في تحسين كفاءة توزيع الطاقة وتقليل الفاقد.
الابتكارات التقنية المحورية
من المتوقع أن تتناول الجلسات التقنية في المؤتمر مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك تطوير البنية التحتية الرقمية للشبكات، واستخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة الطاقة، وتكامل مصادر الطاقة المتجددة، وتقنيات تخزين الطاقة. وستركز الأبحاث العلمية على حلول مبتكرة لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع الطاقة في العالم.
مشاركة دولية وخبرات متنوعة
تتجاوز أهمية المؤتمر نطاق المملكة العربية السعودية، حيث يمثل منصة عالمية لتبادل الخبرات والمعرفة بين الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم. يُعد وجود ممثلين من 25 دولة دليلاً على الاعتراف الدولي بمكانة المملكة كمركز إقليمي رائد في مجال الطاقة والتقنية. بالإضافة إلى ذلك، ستسهم المشاركة الدولية في تسريع وتيرة الابتكار في قطاع الشبكات الذكية.
تطور الشبكات الذكية عالمياً واتجاهات السوق
شهدت السنوات الأخيرة تطوراً سريعاً في مجال الشبكات الذكية، مدفوعاً بالتقدم التكنولوجي المتسارع والطلب المتزايد على الطاقة النظيفة. وفقاً لتقارير حديثة، من المتوقع أن يشهد سوق الشبكات الذكية نمواً كبيراً في السنوات القادمة، وذلك بفضل الاستثمارات الضخمة التي تضخها الحكومات والشركات في هذا القطاع. باعتبارها جزءًا من تحول الطاقة العالمي، تزداد أهمية الشبكات الذكية في إدارة الطلب وتقليل التكاليف.
ومع ذلك، يواجه تطوير الشبكات الذكية بعض التحديات، مثل ارتفاع التكاليف الأمن السيبراني، والحاجة إلى تطوير معايير ولوائح موحدة. تتطلب هذه التحديات تعاوناً وثيقاً بين القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية لإيجاد حلول مبتكرة وفعالة.
تعتبر المملكة من الدول الرائدة في الاستثمار في مجال الشبكات الذكية، حيث أطلقت العديد من المشاريع الكبرى التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية للطاقة وتحسين كفاءة توزيعها. وقد أعلنت وزارة الطاقة عن خطط طموحة لزيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني، مما سيتطلب المزيد من الاستثمارات في تطوير الشبكات الذكية.
يهدف المؤتمر السعودي للشبكات الذكية إلى استعراض هذه المشاريع وتبادل الخبرات حول أفضل الممارسات في هذا المجال. من ناحية أخرى، سيساهم المؤتمر في تعزيز التعاون بين المملكة والدول الأخرى في مجال الطاقة والتقنية.
بشكل عام، يُعد المؤتمر فرصة قيمة للتعرف على أحدث التطورات في مجال الشبكات الذكية، وبناء شراكات استراتيجية، والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030. من خلال التركيز على الاستدامة، يعكس المؤتمر التزام المملكة بتحقيق مستقبل طاقة أكثر نظافة وكفاءة.
من المتوقع أن يعلن المنظمون عن برنامج المؤتمر الكامل ومزيد من التفاصيل حول المتحدثين الرئيسيين والمشاركين خلال الأشهر القادمة. وتشمل الخطوات التالية وضع اللمسات الأخيرة على قائمة المتحدثين، وإكمال تسجيل المشاركين، والإعدادات اللوجستية لاستضافة الحدث. سيراقب المهتمون عن كثب التقارير التي ستصدر عن المؤتمر وما إذا كانت ستؤدي إلى مبادرات جديدة أو تغييرات في السياسات المتعلقة بالشبكات الذكية.






