أوقدت شعلة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة أولمبيا باليونان يوم أمس، في مراسم تقليدية أعلنت رسميًا انطلاق العد التنازلي لاستضافة ميلانو وكورتينا دامبيزو لدورة 2026. وقد حضر المراسم كل من الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، نائب رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، وكيرستي كوڤنتري، رئيسة اللجنة الأولمبية الدولية. تمثل هذه الخطوة رمزية بالغة الأهمية في الاستعداد لهذه التظاهرة الرياضية العالمية الكبرى.

انطلقت مراسم إشعال الشعلة في موقع الألعاب الأولمبية القديمة، وهو تقليد يعود تاريخه إلى العصور اليونانية القديمة. يهدف هذا الإشعال إلى ربط الألعاب الحديثة بجذورها التاريخية، والتأكيد على قيم السلام والتنافس الشريف التي تمثلها الحركة الأولمبية. وستبدأ الشعلة رحلتها الطويلة نحو إيطاليا، الدولة المستضيفة، حاملةً معها رسالة الأمل والإلهام.

بداية رحلة شعلة الألعاب الأولمبية الشتوية 2026

تم إشعال الشعلة باستخدام أشعة الشمس المركزة بواسطة مرآة مقعرة، وهي طريقة تحافظ على الطقوس القديمة. ثم تم تسليم الشعلة إلى أول حامل لها، وهي رياضية تزلج يونانية. وستمر الشعلة عبر عدة مدن يونانية قبل تسليمها رسميًا إلى اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في إيطاليا.

أهمية الحضور السعودي

يعكس حضور الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد هذه المراسم اهتمام المملكة العربية السعودية بالحركة الأولمبية ودعمها المستمر للرياضة العالمية. تأتي هذه المشاركة في إطار رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز النشاط الرياضي والمشاركة المجتمعية. كما أنها تعكس العلاقات الوطيدة التي تربط المملكة باللجنة الأولمبية الدولية.

تعتبر دورة الألعاب الأولمبية الشتوية من أهم الأحداث الرياضية العالمية، حيث تجمع نخبة من الرياضيين المتخصصين في رياضات الثلج والجليد. تتضمن الدورة مجموعة واسعة من المنافسات، مثل التزلج على الجليد، والتزلج الألبي، والهوكي على الجليد، والتزلج الحر، وغيرها. تستقطب هذه الألعاب اهتمامًا عالميًا كبيرًا، وتساهم في تعزيز السياحة والتبادل الثقافي بين الدول.

تستعد مدينتا ميلانو وكورتينا دامبيزو في إيطاليا لاستضافة الحدث، حيث تجري أعمال البناء والتجهيز على قدم وساق. تتوقع اللجنة المنظمة استقبال أعداد كبيرة من الزوار والرياضيين من جميع أنحاء العالم. وتشمل الاستعدادات تطوير البنية التحتية، وتوفير الإقامة والنقل، وتأمين سلامة المشاركين والجمهور.

تعتبر استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية فرصة اقتصادية واجتماعية كبيرة للمدن والدول المستضيفة. فهي تساهم في خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين مستوى الخدمات والبنية التحتية. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تعزز من صورة الدولة وسمعتها على الصعيد الدولي.

تأتي هذه الدورة بعد النجاح الكبير الذي حققته دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو 2020، والتي أقيمت في ظل ظروف استثنائية بسبب جائحة كوفيد-19. وتأمل اللجنة الأولمبية الدولية أن تكون دورة ميلانو وكورتينا 2026 فرصة لاستعادة الزخم وتعزيز قيم التضامن والتعاون بين الشعوب.

تتضمن خطط اللجنة المنظمة التركيز على الاستدامة البيئية وتقليل الأثر الكربوني للدورة. ويشمل ذلك استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتشجيع وسائل النقل المستدامة، وإدارة النفايات بشكل فعال. يهدف هذا النهج إلى جعل الدورة نموذجًا يحتذى به في مجال الاستدامة البيئية في الأحداث الرياضية الكبرى.

بالإضافة إلى الألعاب الأولمبية الشتوية، هناك اهتمام متزايد بالرياضات الشتوية بشكل عام في العديد من دول العالم. ويشمل ذلك زيادة المشاركة في رياضات التزلج على الجليد والتزلج الألبي والرياضات الأخرى المرتبطة بالثلج والجليد. يعزى هذا الاهتمام إلى عدة عوامل، منها زيادة الوعي بأهمية النشاط البدني، وتوفر المرافق والبنية التحتية اللازمة، والترويج لهذه الرياضات من خلال وسائل الإعلام.

من المتوقع أن تشهد الدورة منافسات قوية ومثيرة في مختلف الرياضات، وأن تحقق أرقامًا قياسية جديدة. كما من المتوقع أن تشهد الدورة مشاركة واسعة من الرياضيين من مختلف الدول، وأن تكون فرصة لظهور مواهب جديدة.

في الوقت الحالي، تركز اللجنة المنظمة على استكمال أعمال التجهيز والتأكد من جاهزية جميع المرافق والملاعب لاستقبال المنافسات. كما تعمل على وضع اللمسات الأخيرة على خطط الأمن والسلامة، وتوفير جميع الخدمات اللازمة للرياضيين والزوار.

الخطوة التالية هي تسليم الشعلة رسميًا إلى اللجنة المنظمة الإيطالية في أولمبيا. بعد ذلك، ستبدأ الشعلة رحلتها داخل إيطاليا، مرورًا بالعديد من المدن والمناطق قبل وصولها إلى ملعب افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في ميلانو في 6 فبراير 2026. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان تنظيم دورة آمنة وناجحة، مع مراعاة الظروف العالمية المتغيرة.

شاركها.