تسعى سلطات جزيرة بالي الإندونيسية إلى حماية حق الوصول العام إلى شواطئ الجزيرة، في ظل تصاعد الشكاوى المتعلقة بتقييد الوصول إلى المناطق الساحلية من قبل الفنادق والمنشآت السياحية الخاصة. تأتي هذه الخطوة بعد زيادة الحوادث التي وثقت قيودًا على السكان المحليين والسياح، مما أثار مخاوف بشأن فقدان حق الوصول التقليدي إلى الشواطئ الهامة ثقافياً واجتماعياً.

أعلن حاكم بالي، آي وايان كوستر، عن مقترح لائحة جديدة أمام المشرعين في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، تهدف إلى إعادة التأكيد على أن الخط الساحلي يمثل ملكية عامة، وتقليل القيود التي تفرضها بعض الشركات التجارية. ويهدف هذا الإجراء إلى ضمان استمرار استفادة الجميع من هذه المساحات الطبيعية القيمة.

الخلاف حول شواطئ بالي: أسباب الإجراءات الجديدة

تعود جذور هذه القضية إلى سلسلة من الحوادث التي أثارت استياءً عامًا واسعًا. ووفقًا لتقارير محلية، تعرض عدد من السكان المحليين والسياح المحليين لإيقافهم عن الشواطئ بدعوى التعدي على الممتلكات الخاصة. يشمل ذلك حالات طُلب فيها من الزوار مغادرة شاطئ جيجر في نوسا دوا لتمكين فندق من “الحفاظ على الإطلالة” لضيوفه، بالإضافة إلى منع أم وطفلها من بالي من الوصول إلى الشاطئ خلف أحد المنتجعات.

وأضاف كوستر أن الوصول إلى الشواطئ مهم لإقامة الطقوس الهندوسية التقليدية مثل سيغارا كيرثي وباكليم، والتي تتضمن عروضًا وصلوات وإطلاق الكائنات البحرية. كما انتقد الفنادق والفيلات التي تعيق الطرق المؤدية إلى الشواطئ، مشيرًا إلى أن البعض يتصرفون وكأنهم يمتلكون الشاطئ والبحر، بينما يمتلكون فقط حقوق الأراضي الداخلية.

تزايد الضغوط على بالي بسبب السياحة

يأتي هذا التشديد على قواعد الوصول إلى الشواطئ في إطار جهود أوسع تبذلها بالي لإدارة تدفق السياح والحفاظ على المساحات التي تهم السكان المحليين. وقد قدم المسؤولون بالفعل مبادئ توجيهية جديدة لتنظيم سلوك السياح، خاصة في الأماكن المقدسة، وطلبوا منهم ارتداء ملابس محترمة وتجنب التقاط صور غير لائقة. بالإضافة إلى ذلك، يتم تطبيق ضريبة سياحية قدرها 150 ألف روبية (حوالي 9 يورو) على الزوار عند الوصول.

بالإضافة إلى ذلك، تناقش السلطات تطبيق ضريبة سياحية يومية مشابهة لتلك الموجودة في بوتان، بهدف الحد من الازدحام وجذب السياح المسؤولين الذين ينفقون أكثر. وقد تم أيضًا تعليق إصدار الموافقات على الفنادق الجديدة في المناطق التي تشهد بالفعل كثافة عالية في التنمية.

تحديات التنفيذ وفرص المستقبل

بالرغم من هذه الإجراءات، لا تزال هناك تحديات تتعلق بتنفيذ اللوائح الجديدة وضمان احترام حقوق الوصول العام. حيث يعرب بعض المراقبين عن قلقهم بشأن إمكانية مقاومة المنشآت السياحية لهذه التغييرات. ومع ذلك، يرى الكثيرون أن هذه الخطوة ضرورية للحفاظ على التوازن بين التنمية السياحية وحماية التراث الثقافي والاجتماعي لبالي.

تأمل السلطات أن تساعد هذه التدابير بالي في الحفاظ على الصفات التي جعلتها وجهة سياحية مرغوبة، مع ضمان تمتع السكان المحليين والزوار على حد سواء بالوصول إلى مواردها الطبيعية الجميلة. ومن المتوقع أن يناقش المشرعون اللائحة الجديدة في أقرب وقت ممكن، مع هدف إقرارها بحلول نهاية عام 2025. وسيراقب المراقبون عن كثب كيفية تعامل السلطات مع أي تحديات مستقبلية في تنفيذ هذه اللوائح.

شاركها.