تحولت العاصمة السودانية الخرطوم إلى منطقة حرب مهجورة بعد شهر من القتال العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

تجمعت الأسر المتزعزعة في المنازل، وأصبحت منازل المدنيين بمثابة الأضرار الجانبية في المعارك المسلحة المستعرة في الشوارع بين قوات رئيس الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان “حميدتي” دقلو.

لقد عانى سكان الخرطوم على مدى أسابيع من نقص الغذاء وانقطاع التيار الكهربائي وانقطاع الاتصالات والتضخم الجامح. وقبل اندلاع القتال في الخامس عشر من إبريل/نيسان، كانت المدينة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة تعتبر مكاناً يتمتع بالاستقرار النسبي، ولكنها الآن تشهد قصفاً وهجمات جوية متكررة.

وتنتشر على مدرج المطار طائرات متفحمة، كما أغلقت السفارات الأجنبية، وتعرضت المستشفيات والبنوك والمتاجر وصوامع القمح للنهب على يد اللصوص.

وتجددت أعمال العنف أيضاً في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، ما أدى إلى مقتل المئات وانهيار النظام الصحي بشكل كامل، بحسب مصادر طبية.

واستمرت المعارك، الاثنين، حيث سمعت انفجارات قوية في أنحاء الخرطوم وتصاعد دخان كثيف في السماء، فيما تعرضت الطائرات الحربية لنيران المضادات الجوية، بحسب شهود عيان.

وقال أحد سكان جنوب الخرطوم البالغ من العمر 37 عاما والذي لم يرغب في الكشف عن اسمه لأسباب أمنية: “الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم”.

“الناس يشعرون بالخوف أكثر فأكثر لأن الجانبين … أصبحا أكثر فأكثر عنفا.”

وقال شاهد آخر إن “اشتباكات بأنواع مختلفة من الأسلحة” اندلعت في أم درمان، المدينة التوأم للعاصمة.

وقد أدى الصراع إلى نزوح نحو مليون شخص، ولجأ العديد منهم إلى بورتسودان على بعد نحو 850 كيلومترا (500 ميل).

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 700 ألف شخص نزحوا داخليا بسبب القتال، كما فر نحو 200 ألف شخص من السودان إلى الدول المجاورة.

هناك مخاوف بشأن استقرار المنطقة على نطاق أوسع.

“لقد تركونا في الشارع، تحت أشعة الشمس”، هكذا اشتكى حمدان محمد، الذي فر من منطقة الخرطوم إلى بورتسودان. “نريد من المنظمات أن تجلينا من السودان، لأن البلاد مدمرة بالكامل. لا يوجد طعام، ولا عمل… لا شيء”.

وقُتل نحو ألف شخص، معظمهم في الخرطوم ومحيطها، وكذلك في ولاية غرب دارفور المنكوبة، بحسب مصادر طبية.

شاركها.