انتعش بناء أبراج الحمام خلال السنوات القليلة الماضية، وباتت مئات الأبراج تشيد كل عام. ورغم ذلك، فإن هذه الأبنية البديعة المنظر، والتي تعد من أقدم البيوت التي بناها الإنسان لتربية الحيوانات قبل آلاف السنين، مهددة بالتلاشي خلال عقود قليلة.

والسبب الرئيسي في ذلك التهديد هو تراجع أعداد بناة أبراج الحمام، فتلك المهنة وأسرارها تنتقل داخل عائلات محددة في مصر، لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة.

 وبحسب آراء تاريخية فإن أبراج الحمام ظهرت في بلاد الرافدين خلال العهد السومري عام 3500 قبل الميلاد، ثم بدأت تبنى في مصر القديمة بعد عام 3100 قبل الميلاد.

صناعة أبراج الحمام بالبحيرة
صناعة أبراج الحمام بالبحيرة

 التعليم من الصغر

  أوضح محمد الفخرانى شاب في لعشرين من عمره مقيمر بمحافظة البحيرة، لموقع “صدي البلد” إنه إحدى العائلات القليلة التي تحترف هذه المهنة منذ زمن بعيد ، يقول: “في الواقع فإن مهنة بناء أبراج الحمام في طريقها للانقراض، مع أن ثمة طلباً كبيراً عليها، ونبني مئات الأبراج كل عام ، على سبيل المثال إحدى المبادرات الخاصة بالمرأة في الريف بنينا لها قرابة 300 برج خلال عام”.

ويضيف الفخرانى أسرار مهنة بناء أبراج الحمام يتم توارثها داخل العائلة من جيل إلى جيل، وبحسب معلوماتي فإنني من الجيل الخامس في عائلتي التي تحترف هذا المجال، لكنني أعتقد أن المهنة بدأت في العائلة قبل خمسة أجيال بكثير”.

صناعة أبراج الحمام بالبحيرة
صناعة أبراج الحمام بالبحيرة

 و قال إنه تعلم من والده ، ويقول الشاب المصري: “لقد تعلمت هذه المهنة قبل قرابة 17 عاماً، ونعمل على تطويرها وتحديثها كي تتواكب مع العصر، وترضي أذواق زبائننا في مصر والعالم العربي”.

 ويعمل البنّاء الشاب في شتى محافظات مصر، ويسافر كذلك إلى خارج مصر، ويقول: “لدينا الكثير من طلبات بناء الأبراج”.

وعن نوعية الزبائن، يلفت إلى وجود “العديد من الفئات التي تهتم ببناء هذه الأبراج، منهم المستثمرون، والفلاحون، والأشخاص العاديون”.

 ويضيف نبني هذه الأبراج في أراض زراعية وصحراوية، وحدائق وفنادق وفلل ومزارات سياحية، ونبنيها أيضاً كنماذج للطلبة الذين يدرسون الريف”.

شاركها.