أعلنت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (“موهبة”) عن انطلاق المعارض المركزية للعلوم والهندسة في مختلف مناطق المملكة. تهدف هذه المعارض إلى تقييم المشاريع البحثية والابتكارية للطلاب والطالبات، واختيار المتميزين للمرحلة التالية، وذلك ضمن جهود المملكة لدعم وتمكين الشباب الموهوب في المجالات العلمية والتكنولوجية. ومن المتوقع أن يستفيد من هذه المعارض أكثر من 500 طالب وطالبة على مستوى المملكة.

تُعد هذه المعارض خطوة حاسمة في مسار الأولمبياد الوطني للعلوم والهندسة، حيث تُقام في توقيتات مختلفة خلال العام الدراسي الحالي. وتغطي المعارض المركزية مختلف التخصصات العلمية والهندسية، مما يتيح للطلاب والطالبات عرض قدراتهم وإبداعاتهم في مجالات اهتمامهم. تُجرى هذه التقييمات في مواقع متعددة لضمان الوصول إلى أكبر شريحة من الموهوبين.

أهمية المعارض المركزية في دعم الموهبة والإبداع

تأتي المعارض المركزية كجزء من برنامج شامل تتبعه “موهبة” لاكتشاف ورعاية الموهوبين في المملكة العربية السعودية. يهدف البرنامج إلى بناء جيل قادر على المساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030، من خلال تطوير القدرات العلمية والتقنية والابتكارية للشباب. وتعتبر هذه المعارض منصة مهمة لإبراز هذه القدرات وتشجيعها.

معايير التقييم والترشيح

تعتمد عملية التقييم في المعارض المركزية على معايير علمية وهندسية دقيقة، تشمل أصالة الفكرة، وجودة البحث، والمنهجية المتبعة، بالإضافة إلى عرض المشروع وتقديم النتائج. يشارك في لجان التحكيم نخبة من الخبراء والأكاديميين في مختلف المجالات العلمية. يتم اختيار أفضل المشاريع بناءً على هذه المعايير، لتمثل المملكة في المحافل الدولية.

وفقًا لبيان صادر عن “موهبة”، سيتم ترشيح حوالي 200 طالب وطالبة من المشاركين في المعارض المركزية للانتقال إلى “معرض إبداع للعلوم والهندسة”. هذا المعرض يعتبر محطة تأهيلية للمشاركات في المسابقات الدولية المرموقة، مثل معرض العلوم الدولي (ISEF) وأولمبياد الروبوتس الدولي (IRO). الهدف هو إعداد جيل من العلماء والمهندسين القادرين على المنافسة عالميًا.

بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه المعارض في تعزيز ثقافة البحث العلمي والابتكار لدى الطلاب والطالبات، وتشجيعهم على التفكير النقدي وحل المشكلات. كما أنها توفر لهم فرصة للتواصل مع الخبراء والمتخصصين في مجالاتهم، والاستفادة من خبراتهم وتوجيهاتهم. هذا التفاعل يعزز من فرصهم في تطوير مساراتهم الأكاديمية والمهنية.

تعتبر الاستثمارات في العلوم والهندسة من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في المملكة. التركيز على دعم الموهوبين في هذه المجالات يعكس رؤية المملكة الطموحة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتكنولوجيا. هذا الاقتصاد يتطلب قوة عاملة مؤهلة وقادرة على الابتكار والتطوير.

وتشمل مبادرات “موهبة” الأخرى برامج تدريبية متخصصة، وورش عمل، ومخيمات علمية، تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب والطالبات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM). كما تقدم “موهبة” منحًا دراسية للطلاب المتميزين، لمساعدتهم على مواصلة تعليمهم العالي في أفضل الجامعات المحلية والعالمية. هذه المنح تضمن استمرار دعم الموهوبين في مراحلهم التعليمية المختلفة.

في سياق متصل، تعمل وزارة التعليم بشكل وثيق مع “موهبة” لتوفير الدعم اللازم للمدارس والطلاب المشاركين في هذه البرامج. وتشمل هذا الدعم توفير التجهيزات والمختبرات المدرسية، وتدريب المعلمين على أحدث الأساليب في تدريس العلوم والتكنولوجيا. التعاون بين الوزارة و”موهبة” يضمن تحقيق أقصى استفادة من هذه المبادرات.

من الجدير بالذكر أن “موهبة” قد حققت نجاحات كبيرة في السنوات الأخيرة في اكتشاف ورعاية الموهوبين، وقد ساهمت في حصول المملكة على العديد من الجوائز والتقديرات في المسابقات الدولية. هذا النجاح يعكس فعالية البرامج والمبادرات التي تقدمها “موهبة”، والتزامها بدعم وتمكين الشباب الموهوب. وتشير التقارير إلى زيادة ملحوظة في عدد الطلاب المشاركين في برامج “موهبة” خلال السنوات الأخيرة.

الخطوة التالية المتوقعة هي الإعلان عن أسماء الطلاب والطالبات الذين تم ترشيحهم للمشاركة في “معرض إبداع للعلوم والهندسة” في غضون الأسابيع القليلة القادمة. سيتبع ذلك فترة إعداد وتدريب مكثفة للمشاركين، لتمكينهم من تقديم مشاريعهم بأفضل صورة ممكنة في المعرض. من المهم متابعة التطورات المتعلقة بـ “معرض إبداع” لمعرفة المشاريع التي ستُمثل المملكة في المسابقات الدولية.

شاركها.