أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، اليوم الأربعاء، تشكيل فريق عمل خاص داخل المجلس للتحقيق في محاولة اغتيال الرئيس السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة المقبلة دونالد ترامب، داعيا لاستقالة مديرة “جهاز الخدمة السرية” المكلف بحماية الشخصيات السياسة الأميركية البارزة ومنهم ترامب.

كما فتح المفتش العام لوزارة الأمن الداخلي الأميركية تحقيقا في أداء “جهاز الخدمة السرية” خلال التجمع الانتخابي الذي شهد محاولة اغتيال ترامب بولاية بنسلفانيا.

يأتي ذلك فيما تصاعدت هجمات وانتقادات اليمين المتشدد في الولايات المتحدة على نساء هذا الجهاز، بعد أن ظهر بعضهن في مقاطع فيديو بملابس ونظارات سوداء (عادة ما يضعها عناصر الخدمة السرية) وهن يهرعن نحو ترامب لحمايته وإجلائه لحظة إطلاق النار عليه.

لا نساء

وكتب الناشط اليميني مات وولش -في منشور على إكس- “لا يجب أن يكون هناك أي امرأة في جهاز الخدمة السرية. من المفترض أن يكون هؤلاء العملاء هم الأفضل على الإطلاق، وأفضل الأشخاص في هذه الوظيفة ليسوا نساء”.

من جهته، قال عضو الكونغرس الجمهوري تيم بورتشيت على المنصة ذاتها ساخرا “لا أعتقد أن تعيين موظفة من شركة بيبسي وفق مبادئ التنوع والإنصاف والشمول في منصب رئيسة لجهاز الخدمة السرية، فكرة سيئة”.

وكان يشير في منشوره إلى مديرة الجهاز كيمبرلي تشيتل -وهي ثاني امرأة تتولى هذا المنصب- التي أشرفت على الأمن في شركة “بيبسيكو” لسنوات قبل أن تعود إلى الوكالة الفدرالية حيث عملت 30 سنة تقريبا.

وردا على هذه الانتقادات، قال المتحدث باسم الوكالة أنتوني غولييلمي للصحافة الأميركية إن عملاء جهاز الخدمة السرية يوظفون وفقا “لأعلى المعايير المهنية.. ولم تقم الوكالة أبدا بخفض هذه المعايير”.

في المقابل، تجاهلت تشيتل الدعوات المطالبة باستقالتها، وقالت الوكالة إنها ستشارك “بشكل كامل” في التحقيق المستقل الذي طلبه الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقد أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن لجنة الرقابة بمجلس النواب استدعت تشيتل للإدلاء بشهادتها علنا بشأن محاولة الاغتيال، فيما يتوقع أن يستمع الكونغرس لشهادتها في 22 يوليو/تموز الجاري.

من جهته، قال بايدن إنه يشعر “بالأمان” مع عملاء الخدمة السرية، مقرًّا مع ذلك بأن السؤال يبقى “مفتوحا” حول استباق حدوث محاولة اغتيال ترامب.

أما ترامب، فقد بدا في أول ظهور علني له -بعد محاولة الاغتيال- في مؤتمر الحزب الجمهوري بميلواكي أول أمس الاثنين، محاطا بعملاء ذكور. وكتب المعلق المحافظ روغان أوهاندلي على منصة إكس “هكذا تتم حماية الرؤساء”.

دماء تسيل

يشار إلى أن محاولة الاغتيال وقعت بينما كان ترامب يلقي خطابا أمام حشد من مؤيديه في تجمّع انتخابي بولاية بنسلفانيا السبت الماضي، وقامت عناصر جهاز الخدمة السرية على الفور باصطحابه إلى خارج موقع التجمع، بينما كانت الدماء تسيل على وجهه.

وأثناء إخراجه، رفع المرشح الجمهوري قبضته أمام الحشد في إشارة تحدٍّ، وقال لاحقا “أصبت برصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى”. وقتل أحد الأشخاص الموجودين في الموقع، في حين أصيب اثنان من الحاضرين بجروح بالغة، فيما قُتل المشتبه به بإطلاق النار.

وحدد مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) -في بيان له- هوية مطلق النار على أنه “توماس ماثيو كروكس (20 عاما) من بلدة بيثيل في بنسلفانيا. كما أفادت وسائل إعلام أميركية بأن المسلح الذي أطلق النار كان يحمل متفجرات في سيارته.

شاركها.