|

يواصل المحققون في الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، عمليات البحث والانتشال بعد حادث تصادم مميت بين طائرة ركاب ومروحية عسكرية فوق العاصمة واشنطن، ما أسفر عن مقتل 67 شخصا في واحدة من أسوأ كوارث الطيران في البلاد منذ حوالي 25 عاما.

وقال مسؤول في جهاز إنفاذ القانون الأميركي إن الغواصين انتشلوا أكثر من 40 جثة من نهر بوتوماك بعد التصادم. ومن المتوقع أن تستمر عمليات البحث، حيث يعمل الغواصون على انتشال المزيد من الجثث والحطام.

واستعاد المحققون مسجل صوت قمرة القيادة ومسجل بيانات الرحلة لطائرة “أميركان إيرلاينز” التي اصطدمت بمروحية تابعة للجيش أثناء محاولتها الهبوط في مطار رونالد ريغان الوطني مساء الأربعاء.

ولم يتم تحديد سبب الحادث بعد، لكن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الطائرة، وهي من طراز “سي آر جي-700” وكانت تقل 60 راكبا و4 من أفراد الطاقم، اصطدمت بالمروحية العسكرية، وهي من طراز “بلاك هوك”، على ارتفاع نحو 300 قدم، وفقا لبيانات موقع “فلايت رادار 24”.

وأظهرت تسجيلات المراقبة الجوية أن مراقبي الحركة الجوية حذروا المروحية من اقتراب الطائرة وأمروها بتغيير مسارها، لكن التصادم وقع قبل أن يتمكن الطاقم من الاستجابة.

وكشف التحقيق أن مطار ريغان الوطني كان يعمل بمراقب جوي واحد فقط وقت الحادث، بدلا من اثنين كما هو معتاد. واعتبر مصدر مطلع أن هذا الوضع “غير طبيعي” لكنه مقبول في ظل انخفاض حركة المرور في ذلك التوقيت.

تصريحات ترامب

وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلا واسعا بعد أن عزا الكارثة إلى التوظيف القائم على أساس التنوع في إدارة الطيران الفدرالية، مهاجما سياسات سلفيه باراك أوباما وجو بايدن.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي “بينما أعطيتُ الأولوية للسلامة، قام أوباما وبايدن بوضع سياساتهم التقدمية في المقدمة. لقد أصدروا توجيهات تمنع اختيار الأكفأ لشغل المناصب، وهذا أدى إلى وقوع مثل هذه الحوادث”.

وأضاف أن سياسات التنوع أدت إلى حرمان أشخاص أكثر كفاءة من تولي وظائف حساسة مثل مراقبة الحركة الجوية، مشيرا إلى أن الخطأ قد يكون وقع بسبب سوء التدريب أو نقص الخبرة لدى المراقبين الجويين.

بدوره، وصف وزير النقل السابق، بيت بوتيجيج، عبر منصة “إكس” تصريحات ترامب بأنها “دنيئة”، مشددا على أن التحقيق لا يزال جاريا ولا توجد أدلة تدعم أي ادعاءات.

وقال بوتيجيج: “في وقت تعيش فيه العائلات الحزن، يجب على ترامب أن يكون قائدا مسؤولا بدلا من نشر الأكاذيب”.

كما أيد جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، ووزير الدفاع بيت هيغسيث تصريحات ترامب، معتبرين أن “سياسات التنوع حرمت الأميركيين المؤهلين من تولي المناصب المهمة”.

من جانبها، أكدت السفارة الصينية في الولايات المتحدة أن اثنين من المواطنين الصينيين كانا من بين القتلى، في حين أعلنت روسيا أن بطلين سابقين في التزلج الفني على الجليد، إيفغينيا شيشكوفا وفاديم نوموف، كانا أيضا على متن الطائرة المنكوبة.

ومن المتوقع أن تصدر لجنة سلامة النقل الوطني تقريرا أوليا عن الحادث خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، في حين يستمر التحقيق لمعرفة جميع العوامل التي أدت إلى هذه الكارثة الجوية.

شاركها.