إنتاجات ضخمة ومسارح عامرة بالأعمال الفنية، وورش تمثيل وكتابة ومعارض للنحت.. هكذا اتخذت المملكة طريقها نحو نهضة فنية شاملة تجمع بين الإبداع الفكري واليدوي، وفي اليوم العالمي للفن تبرز “اليوم” أهم معالم المحطات السعودية نحو نهضة فنية سعودية.
المشهد الفني السعودي بات اليوم ثري ومدعوم برؤية المملكة 2030 التي جعلت من الثقافة والفنون ركيزة أساسية للتنمية.
وبهذا الزخم، يلتقي الفن السعودي مع اليوم العالمي للفن الذي أقرته منظمة اليونسكو في 15 أبريل من كل عام، احتفاءً بدور الفن في تعزيز الإبداع والحوار الثقافي وتطوير التعليم.

موسم الرياض والزخم الفني

موسم الرياض يعد الواجهة الرئيسية لعرض الفن السعودي، ويبرز هذا من خلال الأرقام التي حققها خلال الأعوام الماضية.

أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA) المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، عن بلوغ عدد زوار النسخة الخامسة من “موسم الرياض” 20 مليون زائر، لأول مرة في تاريخه منذ انطلاقته في 2019، ما يعكس الإقبال غير المسبوق على فعاليات الموسم التنوع الفريد الذي يقدمه.
ويحظى الموسم بسمعة مميزة تجعل مناطقه محطة أساسية لزوار الرياض من داخل المملكة وخارجها، حيث يواصل استقطاب الزوار بكثافة عالية، فتشهد مناطقه المختلفة حضورًا كثيفًا، خاصة في “بوليفارد وورلد”، و”بوليفارد سيتي”، و”بوليفارد رن واي”، التي تتيح تجارب ترفيهية استثنائية تشمل العروض الفنية والموسيقية، وأحدث الألعاب العالمية، إلى جانب المطاعم والمقاهي التي تقدم أرقى المأكولات من مختلف الثقافات.

الفعاليات الكبرى

كما تشهد الفعاليات الكبرى، مثل نزالات الملاكمة والفنون القتالية ومنافسات البادل البادل وغيرها إقبالًا لافتًا، إلى جانب الحفلات الفنية التي تستضيف نخبة من النجوم المميزين والجماهيريين.
ويؤكد تخطي الموسم حاجز 20 مليون زائر على مكانته بوصفه أحد أكبر الفعاليات الترفيهية في العالم، مع استمرار تقديم تجارب جديدة ومبتكرة تعزز مكانة الرياض وجهةً عالميةً للترفيه.

فن المملكة”.. معرض يروي حكايتنا للعالم

معرض فن المملكة”، أحد أبرز المبادرات الفنية السعودية، الذي أطلقته هيئة المتاحف لتعريف العالم بالمشهد الفني السعودي المعاصر.
بدأت جولته في البرازيل تزامنًا مع قمة العشرين، ثم انتقل إلى المتحف السعودي للفن المعاصر في حي جاكس بالرياض، ويُختتم نهاية 2025 في المتحف الوطني الصيني ببكين، بمشاركة 17 فنانًا سعوديًا يعرضون أعمالًا تعكس ذاكرة الوطن وتنوعه الثقافي.

الفنون التقليدية.. هوية متجددة

أنشئ المعهد الملكي للفنون التقليدية عام 2020 برئاسة فخرية من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لحفظ وتطوير الفنون التي تعكس تراث المملكة، مثل الخط، النسيج، النحت، والتطريز. ويعمل المعهد على تدريب الحرفيين والمبدعين، وإبراز هذه الفنون محليًا وعالميًا، من خلال برامج تعليمية، وشراكات ثقافية، ومبادرات مثل ورث السعوديةالتي تربط التراث بالفضاء العام.

المجمع الملكي للفنون

ضمن مشروع حديقة الملك سلمان بالرياض، يتشكل المجمع الملكي للفنون كواحد من أبرز معالم الفن والثقافة المستقبلية في المملكة. يضم المجمع معهدًا للفنون، ومتحفًا للثقافات، ومسرحًا وطنيًا، وسينما، ومكتبة متخصصة، ومساحات مخصصة للنحت والعروض الحية، ليكون منصة للإبداع والتفاعل بين الفنانين والجمهور.

المجمع الملكي للفنون

توثيق فن النحت السعودي

حرصت وزارة الثقافة على دعم التأريخ الفني من خلال منح تأريخ الفن السعودي التي انطلقت عام 2023، بهدف توثيق تطور الفنون المحلية ودراسة اتجاهاتها الفكرية والجمالية. كما تستمر الفعاليات الإبداعية في تعزيز الحراك الفني، مثل ملتقى طويق الدولي للنحت الذي استضاف في نسخته السادسة لعام 2025 أكثر من 30 فنانًا من 23 دولة، مقدمين تجارب نحت حي وبرامج تفاعلية ثرية للجمهور.

شاركها.