أكد مختصون على أهمية التشخيص المبكر والوقاية من التهاب المفاصل كوسيلة للسيطرة على المرض وتحسين نوعية الحياة للمصابين.
وأوضحوا في حديثهم لـ “اليوم”، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب المفاصل، أن هذا المرض يعد من الحالات الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.
وكشف استشاري جراحة العظام بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، الدكتور محمد مسفر الزهراني، عن أن التهاب المفاصل يُعتبر من الأمراالعض التي تؤثر على المفصل والأنسجة المحيطة به، مما قد يؤدي إلى تآكل الغضروف المحيط بالمفصل.

د محمد الزهراني

د محمد الزهراني

وأوضح أن من أبرز أعراضه الشعور بالألم، حدوث الانتفاخات في المفصل، ومحدودية الحركة.
وأشار الدكتور الزهراني إلى أن احتكاك المفصل غير الروماتيدي يُعدّ النوع الأكثر شيوعاً، حيث يمكن أن يصيب أي مفصل من مفاصل الجسم، إلا أنه يظهر بشكل أكبر في مفاصل الركبة والورك.
وأضاف أنه غالباً ما يرتبط هذا النوع بزيادة الوزن أو إصابات الركبة وأربطتها، في حين لا يكون هناك سبب محدد لحدوثه في بعض الحالات.

العلاج التحفظي وتقوية العضلات

وأوضح أن العلاج يبدأ عادةً بالطرق التحفظية التي تشمل إنقاص الوزن، والعلاج الطبيعي، واستخدام مسكنات الألم عند الحاجة، مشيراً إلى أنه في الحالات المتقدمة قد يلجأ الأطباء إلى حقن الركبة لتخفيف الألم، وفي حال عدم استجابة المريض فإن التدخل الجراحي عبر تبديل المفصل يُعتبر الخيار الأنسب.

وفي سياق الوقاية، نصح الدكتور الزهراني بضرورة تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل، الالتزام بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على الوزن المثالي للحد من احتمالية حدوث الاحتكاك وأعراضه.
من جهته قال استشاري العظام والعمود الفقري، الدكتور حسين الهمل، بأن التهاب المفاصل يُعدّ حالة طبية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، ويتميز بالتهاب المفاصل الذي يسبب الألم والتورم ويقيد الحركة. ويُعتبر التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل العظمي من أكثر الأنواع شيوعًا. يؤثر هذا المرض بشكل كبير على نوعية الحياة اليومية، مما يعوق القدرة على الحركة وممارسة الأنشطة الروتينية.

د. حسين الهمل

د. حسين الهمل

د. حسين الهمل

وأشار الدكتور الهمل إلى أن علاج التهاب المفاصل الروماتويدي قد شهد تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، خاصة مع ظهور الأدوية البيولوجية التي تستهدف الجهاز المناعي المسبب للالتهاب بدقة. تعمل هذه الأدوية على تثبيط بروتينات معينة، مثل TNF-alpha وInterleukin-6، التي تلعب دورًا في تحفيز الالتهاب. ومن أمثلة هذه الأدوية أداليموماب وإيتانيرسيبت ، وقد أثبتت هذه العلاجات فاعليتها في تقليل الألم، تحسين الحركة، والحد من التلف المفصلي.
وأضاف أن التقنيات الجراحية الحديثة، مثل الجراحة الروبوتية لاستبدال المفاصل، قد أسهمت في تحسين نتائج العمليات الجراحية وتقليل فترة التعافي.
وأكد الدكتور الهمل على أهمية الوقاية والتشخيص المبكر للسيطرة على المرض، موصيًا باتباع نمط حياة صحي يشمل النشاط البدني المنتظم، التغذية المتوازنة، والحفاظ على وزن مناسب، بهدف تقليل مخاطر تطور التهاب المفاصل أو تفاقمه.

عوامل الإصابة بالتهاب المفاصل

د عمار العمران

د عمار العمران

د عمار العمران

من جانبه قال استشاري وأستاذ مساعد جراحة عظام الأطفال بمستشفى الملك فهد الجامعي التابع لجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. عمار بن خالد العمران، إن “التهاب المفاصل” يُعدّ مصطلحًا عامًا يُشير إلى حالات التهيّج في المفاصل أو الأنسجة المحيطة بها. وأضاف أن التهابات المفاصل تأتي بأشكال وأنواع متعددة، وتصحبها عادةً آلام وتيبّس في المفصل المصاب، مشيرًا إلى أن العديد من أسباب هذه الالتهابات لا تزال غير معروفة، فيما ترتبط بعض الأنواع الأخرى بعوامل وراثية أو نمط الحياة والبيئة المحيطة.
وأوضح العمران أن هناك عوامل مختلفة تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب المفاصل، مثل التقدم في العمر، ونمط الحياة، والسمنة، والتدخين، والعوامل الوراثية. وأوصى بزيارة الطبيب المختص في حال استمرار الألم أو وجود تيبّس أو حرارة في المفصل، لإجراء الفحص السريري وأخذ التاريخ المرضي وإجراء التحاليل والأشعة اللازمة للوصول إلى التشخيص السليم.
وأكد د. العمران أن الهدف من العلاج هو تخفيف الألم واستعادة الحركة الطبيعية للمفصل، ويتحقق ذلك من خلال الأدوية، والحقن الموضعية، والعلاج الطبيعي، وقد يتطلب الأمر في بعض الحالات التدخل الجراحي.

شاركها.