أفادت تقارير إخبارية بأن الولايات المتحدة وروسيا وضعتا خطة لإنهاء القتال المرير في أوكرانيا، والتي تتطلب تنازلات كبيرة من كييف. وتأتي هذه الجهود في ظل استمرار الحرب لأكثر من عامين، مع تداعيات إنسانية واقتصادية واسعة النطاق. تركز الخطة على إيجاد حل سلمي للصراع في أوكرانيا، وهو هدف طال انتظاره من قبل العديد من الأطراف الدولية.

خطة السلام الأمريكية الروسية في أوكرانيا: تفاصيل ومساعي إنهاء الحرب

تضمنت الخطط الأولية، وفقًا لمصادر مطلعة، مطالب قديمة قدمتها موسكو منذ بداية الغزو في عام 2022. وتشمل هذه المقترحات وقف الهجمات من جانب روسيا، وهي نقطة أساسية لأي اتفاق سلام محتمل. الخطة، التي لا تزال قيد التطور، تهدف إلى تقليل التصعيد وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

عمل المبعوث الخاص الأمريكي ستيف ويتكوف بصمت على هذه الخطة لمدة شهر، مع تلقي مدخلات من كل من الأوكرانيين والروس بشأن الشروط المقبولة من كلا الجانبين، وفقًا لمسؤول أمريكي رفيع المستوى. يؤكد المسؤول أن الهدف هو إيجاد أرضية مشتركة يمكن البناء عليها لتحقيق سلام دائم.

موقف الرئيس ترامب والإدارة الحالية

أفادت مصادر بأن الرئيس السابق دونالد ترامب قد تلقى إحاطة حول الخطة ويعرب عن دعمه لها. وقد صرحت سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليافيت بأن ترامب “كان واضحًا منذ اليوم الأول بأنه يريد إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وأنه يشعر بالإحباط من رفض الطرفين الالتزام باتفاق سلام.” وأضافت أن الولايات المتحدة “تبذل جهودًا حثيثة لإيجاد خطة مفصلة ومقبولة لكلا الطرفين لوقف القتال وتحقيق سلام دائم”.

تشير التقارير إلى أن الخطة تتضمن تنازلات من كلا الجانبين، وليس فقط من أوكرانيا. وتشمل هذه التنازلات المحتملة تنازل أوكرانيا عن أراض لصالح روسيا وقيودًا على بعض الأسلحة التي تمتلكها. بالإضافة إلى ذلك، قد تتضمن الخطة تخفيضًا في المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا.

السيطرة الروسية على دونباس

من المتوقع أن تمنح الخطة روسيا السيطرة الكاملة على منطقة دونباس الشرقية، وهو الهدف الرئيسي الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بداية الغزو. تعتبر السيطرة على دونباس ذات أهمية استراتيجية لروسيا، حيث أنها تربط الأراضي التي تسيطر عليها حاليًا بالقرم.

في المقابل، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا وتكرارًا رفضه التنازل عن أي أراض لروسيا. هذا الموقف يمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه أي محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام. ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن التنازلات قد تكون ضرورية لإنهاء الحرب وإنقاذ الأرواح.

ردود الفعل الدولية وجهود الوساطة

أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن أهمية استمرار تطوير قائمة من الأفكار المحتملة لإنهاء الحرب، بناءً على مدخلات من كلا الجانبين. وأكد أن تحقيق سلام دائم يتطلب موافقة كلا الطرفين على تنازلات صعبة ولكنها ضرورية. يُظهر هذا موقفًا أمريكيًا حذرًا ومتوازنًا، مع التأكيد على أهمية إيجاد حل دبلوماسي للصراع.

من جانبه، صرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأنه “لا توجد مشاورات بالمعنى الدقيق للكلمة مع الولايات المتحدة حاليًا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.” ومع ذلك، أشار إلى وجود “اتصالات” مستمرة بين الجانبين. هذا التصريح يعكس حذرًا روسيًا تجاه مبادرات السلام الأمريكية، وربما يعكس رغبة موسكو في الحفاظ على موقفها التفاوضي القوي.

هناك إجراءات أخرى للوساطة جارية – مثل خطة وقف إطلاق النار في غزة – والتي يرى البعض أنها قد توفر نموذجًا لعملية السلام في أوكرانيا. ومع ذلك، فإن الوضع في أوكرانيا أكثر تعقيدًا، مع وجود مصالح جيوسياسية متضاربة وتاريخ طويل من العداء بين روسيا وأوكرانيا.

تعتبر مسألة الحرب في أوكرانيا من القضايا الهامة التي تشغل المجتمع الدولي، وتشكل محورًا رئيسيًا للمناقشات الدبلوماسية والسياسية. وتشمل التحديات الرئيسية التي تواجه أي حل سلمي ضرورة إيجاد حلول حول وضع الأراضي المتنازع عليها، وضمانات أمنية لكلا الطرفين، وإعادة الإعمار الاقتصادي لأوكرانيا. كما أن قضية السلام في أوكرانيا ترتبط بشكل وثيق بالأمن الإقليمي والدولي، وأي تصعيد إضافي قد يكون له تداعيات خطيرة.

من المتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع المقبلة مزيدًا من المفاوضات والمشاورات بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا، بهدف تضييق الخلافات والتوصل إلى اتفاق سلام. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يبقى غير مؤكد، نظرًا للمواقف المتصلبة لكلا الجانبين والتعقيدات الجيوسياسية المحيطة بالصراع. سيكون من المهم مراقبة التطورات على الأرض، وردود الفعل من الأطراف المعنية، وأي مبادرات دبلوماسية جديدة قد تظهر.

شاركها.