ظهر أسطول “ظلامي” ضخم يتكون من حوالي ألف ناقلة نفط تتجنب العقوبات، ليصبح هدفًا جديدًا للولايات المتحدة وأوكرانيا. تتكون هذه الناقلات من سفن قديمة وتثير مخاطر جيوسياسية وتهديدات بتلوث نفطي بقيمة مليار دولار، وفقًا لمحللة استخبارات بحرية بارزة. تعتبر هذه الناقلات شريان حياة للأنظمة الخاضعة للعقوبات، حيث تستخدم لشحن النفط لتمويل الحرب في أوكرانيا ودعم النظام غير الشرعي في فنزويلا، مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا متزايدًا.
ناقلات النفط المتجنبة للعقوبات: تهديد متزايد
حذرت ميشيل ويزي بوكمان، محللة استخبارات بحرية، من أن هذا الأسطول المتنامي يمثل مخاطر كبيرة. تشمل هذه المخاطر ليس فقط تمويل الصراعات، ولكن أيضًا خطرًا بيئيًا كارثيًا بسبب سوء صيانة هذه السفن وعدم تأمينها. وقد شهدت الأيام الأخيرة تحولًا في استراتيجية كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا في جهودهما لمواجهة هذا التحدي، مع عمليات الاستيلاء الأمريكية في فنزويلا والهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة في البحر الأسود.
دور العقوبات في ظهور الأسطول الظلامي
أوضحت بوكمان أن هذه الناقلات، التي يبلغ عددها حوالي ألف سفينة على مستوى العالم، تقوم بنقل النفط الإيراني والفنزويلي والروسي الخاضع للعقوبات. هذه السفن تمثل خط الحياة لهذه الأنظمة، مما يسمح لها بتمويل أنشطتها، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الناقلات غالبًا ما تكون قديمة وغير مؤمن عليها، مما يزيد من خطر وقوع حوادث تلوث نفطي واسعة النطاق.
استراتيجيات جديدة لمواجهة التهرب من العقوبات
تشير بوكمان إلى أن هناك استراتيجية جديدة قيد التنفيذ لمواجهة هذا الأسطول الظلامي، وهي استراتيجية تهدف إلى قطع شريان الإيرادات النفطية الخاضعة للعقوبات. تتضمن هذه الاستراتيجية عمليات الاستيلاء على السفن من قبل الولايات المتحدة والهجمات بالطائرات المسيرة من قبل أوكرانيا. تعتبر هذه الإجراءات بمثابة “عدوان رمادي” يهدف إلى تعطيل تدفق النفط وتمويل الأنشطة غير المشروعة.
الهجمات الأوكرانية في البحر الأسود
في الآونة الأخيرة، استهدفت أوكرانيا عدة ناقلات في البحر الأسود باستخدام طائرات مسيرة بحرية. من بين هذه الناقلات “داشان”، وهي جزء من ما يسمى بـ “الأسطول الظل” الروسي الذي تستخدمه موسكو لتصدير النفط متجاوزة العقوبات، وفقًا لوكالة رويترز. تعتبر هذه الهجمات بمثابة رسالة واضحة بأن أوكرانيا عازمة على تعطيل تدفق النفط الروسي، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بتصعيد التوترات.
مخاطر السلامة البحرية والبيئية
تؤكد بوكمان أن هذه الناقلات تشكل خطرًا كبيرًا على السلامة البحرية والبيئة. غالبًا ما تكون هذه السفن قديمة وغير صالحة للإبحار، وتفتقر إلى التأمين اللازم. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من هذه السفن تقوم بتزوير أعلامها أو التلاعب بأنظمة تحديد الهوية التلقائية (AIS) لإخفاء موقعها الحقيقي. هذا التلاعب يزيد من خطر وقوع حوادث تصادم أو تلوث نفطي.
الإجراءات القانونية الأمريكية
أشارت بوكمان إلى أن القوات الأمريكية تستخدم أدوات قانونية، مثل المادة 110 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، للتصدي لهذه السفن. تسمح هذه المادة بالصعود على متن السفن التي لا تحمل علمًا والتفتيش عليها. وقد استخدمت الولايات المتحدة هذه المادة للاستيلاء على ناقلة “Skipper” في منطقة البحر الكاريبي، والتي كانت تحمل 1.8 مليون برميل من النفط غير المؤمن عليها.
مستقبل مكافحة ناقلات النفط المتجنبة للعقوبات
من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة وأوكرانيا في جهودهما لمكافحة ناقلات النفط المتجنبة للعقوبات. قد تشمل هذه الجهود زيادة عمليات الاستيلاء على السفن، وتوسيع نطاق العقوبات، والتعاون مع الدول الأخرى لتعطيل شبكات التهرب من العقوبات. ومع ذلك، فإن هذا التحدي معقد ويتطلب استراتيجية شاملة لمعالجة الأسباب الجذرية للمشكلة. من المهم مراقبة التطورات في البحر الأسود ومنطقة البحر الكاريبي، بالإضافة إلى ردود فعل الدول المتورطة في هذه التجارة غير المشروعة.






