قدّمت الولايات المتحدة خطتها الخاصة بقطاع غزة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتدفع الآن من أجل الحصول على إذن رسمي من الأمم المتحدة لقوة دولية شاملة ومتعددة السنوات تتولى إدارة الأمن في القطاع حتى عام 2027 على الأقل.

تأتي هذه الخطوة، التي تعتبرها الإدارة ضرورية لتنفيذ خطة الرئيس دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة، كواحدة من أهم القرارات التي اتخذتها واشنطن في السنوات الأخيرة لوضع الأمم المتحدة في قلب إطار أمني كبير في الشرق الأوسط.

تفاصيل الخطة الأمريكية

صرحت بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أن المشروع تمت صياغته بمشاركة من قطر ومصر والسعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة. وأضافت البعثة أن الهدف هو “تحقيق خطة الرئيس ترامب الشاملة المكونة من 20 نقطة”، التي حظيت بدعم أكثر من 20 دولة في قمة شرم الشيخ في 13 أكتوبر.

بدأت المفاوضات مع أعضاء مجلس الأمن في الأسبوع الأول من نوفمبر “لنشر قوة تحقيق الاستقرار الدولية وبدء مستقبل مستقر وآمن وسلمي ومزدهر للفلسطينيين في غزة، بعيدًا عن حماس”. وأكدت البعثة أن وقف إطلاق النار لا يزال “هشًا” وأن التأخير “له عواقب وخيمة وملموسة ويمكن تجنبها تمامًا للفلسطينيين في غزة.”

دور القوة الدولية

كشفت تفاصيل جديدة ذكرتها Axios عن نطاق الاقتراح الأمريكي. وفقًا لمشروع وصفته بأنه “حساس ولكنه غير مصنف”، فإن القرار سيؤسس قوة أمنية دولية في غزة لمدة عامين على الأقل، مع تفويض يمتد حتى نهاية عام 2027 وإمكانية التمديد. قال مسؤول أمريكي لصحيفة Axios إن الخطة تهدف إلى التصويت على القرار في غضون أسابيع ونشر أول القوات بحلول يناير، واصفًا القوة بأنها “قوة إنفاذ وليست قوة حفظ سلام”.

قال روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لصحيفة Fox News Digital أن الولايات المتحدة توجهت إلى الأمم المتحدة لأن العديد من الدول التي تأمل واشنطن في أن تساهم بقوات تتطلب تفويضًا من مجلس الأمن.

التحديات والآثار

أعربت آن بايفسكي، مديرة معهد تورو لحقوق الإنسان والمحرقة ورئيسة منظمة أصوات حقوق الإنسان، عن رأي مختلف تمامًا. قالت بايفسكي لصحيفة Fox News Digital: “بشكل لا يصدق، أخضعت الولايات المتحدة خططها لغزة لموافقة ومراقبة الأمم المتحدة. ادعت الدول العربية أن مشاركة الأمم المتحدة كانت ‘ضرورية’ لمشاركتها ودعمها للقوة الدولية في غزة. كانت تلك كذبة واستيلاء صريح على السلطة.”

وفي المقابل، قدمت روسيا مشروع قرار يتبنى لهجة مختلفة تمامًا. يطالب مشروع القرار الروسي بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وانسحاب جميع القوات الأجنبية من غزة، ونشر بعثة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة تحت سلطة الأمين العام وبموافقة الأطراف المعنية.

من المتوقع أن يستمر النقاش حول هذه القضية في الأسابيع المقبلة، حيث سيتم التصويت على القرار. سيكون من المهم مراقبة التطورات ومدى قدرة الدول على التوصل إلى توافق حول هذه القضية الحساسة.

شاركها.