الهلال الأحمر يعزز جاهزيته بالقطاع التهامي تزامنًا مع موسم شتاء الباحة

كثفت هيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة الباحة استعداداتها لتفعيل خطة الشتاء لعام 2025م، وذلك بتوجيهات مباشرة من سمو أمير منطقة الباحة. يأتي هذا الإجراء في إطار سعي الهيئة لتعزيز الاستجابة للطوارئ وضمان سلامة السكان خلال فترة الشتاء التي تشهد تقلبات جوية وتحديات خاصة في المنطقة. وتستهدف الخطة رفع مستوى الجاهزية الميدانية وتوفير الخدمات الإسعافية بكفاءة عالية.

وتشمل جهود الهلال الأحمر في الباحة مراجعة وتحديث خطط الطوارئ، وتجهيز الفرق الإسعافية والمعدات اللازمة لمواجهة مختلف الحالات، بالإضافة إلى تكثيف الدورات التدريبية للمسعفين والمتطوعين. بدأت هذه الاستعدادات فعليًا في وقت مبكر من شهر أكتوبر، وتستمر حتى نهاية فصل الشتاء، مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة للخطر.

خطة الشتاء للهلال الأحمر بالباحة: تفاصيل الاستعدادات

تعتبر منطقة الباحة من المناطق التي تشهد أمطارًا غزيرة وثلوجًا في بعض الأحيان خلال فصل الشتاء، مما يتطلب استعدادًا خاصًا من قبل الجهات المعنية، وعلى رأسها هيئة الهلال الأحمر. تهدف خطة الشتاء إلى تقليل زمن الاستجابة للحالات الطارئة، وتوفير الرعاية الإسعافية الفورية للمحتاجين.

تجهيز الفرق والمراكز الإسعافية

ركز الهلال الأحمر على تجهيز جميع المراكز الإسعافية في منطقة الباحة بالمعدات والأدوية اللازمة، بما في ذلك مولدات الكهرباء الاحتياطية لضمان استمرار العمل في حالة انقطاع التيار الكهربائي. كما تم التأكد من صلاحية جميع المركبات الإسعافية وتزويدها بإطارات شتوية مناسبة للطرق الجبلية والوعرة.

بالإضافة إلى ذلك، تم توزيع الفرق الإسعافية بشكل استراتيجي في جميع أنحاء المنطقة، مع التركيز على الطرق الرئيسية والمناطق السياحية التي تشهد كثافة عالية من الزوار خلال فصل الشتاء. وتهدف هذه الخطوة إلى ضمان وصول الإسعاف في أسرع وقت ممكن إلى أي مكان في المنطقة.

التدريب والتوعية

أطلقت هيئة الهلال الأحمر السعودي بالباحة سلسلة من الدورات التدريبية للمسعفين والمتطوعين، بهدف تعزيز مهاراتهم في التعامل مع الحالات الطارئة التي قد تحدث خلال فصل الشتاء، مثل حالات انخفاض درجة حرارة الجسم، والإصابات الناجمة عن الانزلاق والسقوط، وحوادث الطرق بسبب الأمطار والضباب. وتشمل هذه الدورات أيضًا التدريب على استخدام المعدات الإسعافية المتخصصة.

إلى جانب التدريب، تولي الهيئة أهمية كبيرة للتوعية العامة بأخطار فصل الشتاء وكيفية الوقاية منها. وتقوم بنشر إرشادات توعوية عبر وسائل الإعلام المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، بهدف توعية المواطنين والمقيمين بأهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم وعائلاتهم. وتشمل هذه الإرشادات نصائح حول القيادة الآمنة في الطرق الجبلية، وتدفئة المنازل بشكل صحيح، وتجنب التعرض المباشر للبرد.

التعاون مع الجهات الأخرى

تؤكد هيئة الهلال الأحمر على أهمية التعاون والتنسيق مع جميع الجهات الحكومية والأهلية المعنية بإدارة الطوارئ في منطقة الباحة. وتقوم بعقد اجتماعات دورية مع هذه الجهات لمناقشة خطط الاستعداد للشتاء، وتبادل المعلومات والخبرات، وتحديد الأدوار والمسؤوليات لكل جهة. ويشمل هذا التعاون الدفاع المدني، والشرطة، ووزارة الصحة، وبلدية الباحة.

يعتبر الإسعاف الميداني جزءًا أساسيًا من هذه الخطة، حيث يتم توفير فرق إسعافية متخصصة في التعامل مع الحالات الطارئة في المناطق النائية والجبلية. وتعمل هذه الفرق بالتنسيق مع فرق البحث والإنقاذ التابعة للدفاع المدني لتقديم المساعدة للمحتاجين في أسرع وقت ممكن. كما يتم الاستعانة بالطائرات الإسعافية في الحالات التي تتطلب نقلًا عاجلاً للمرضى أو المصابين إلى المستشفيات المتخصصة.

بالإضافة إلى ذلك، يتم التركيز على توفير خدمات الرعاية الطارئة في المناسبات والفعاليات التي تقام في منطقة الباحة خلال فصل الشتاء، مثل المهرجانات السياحية والفعاليات الرياضية. ويتم تخصيص فرق إسعافية لتغطية هذه المناسبات، وتوفير الرعاية الطبية الفورية للمشاركين والزوار.

وفي سياق متصل، تشير التقارير إلى أن الهلال الأحمر السعودي يعمل على تطوير نظام متكامل لإدارة الطوارئ، يعتمد على أحدث التقنيات والحلول الذكية. ويشمل هذا النظام استخدام الطائرات بدون طيار (الدرون) لتقييم الأضرار وتحديد مواقع المحتاجين، واستخدام تطبيقات الهواتف الذكية لتلقي بلاغات الطوارئ وتوجيه الفرق الإسعافية.

من الجدير بالذكر أن الهلال الأحمر السعودي يولي اهتمامًا خاصًا بتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من الحوادث والكوارث الطبيعية. ويقوم بتدريب فرق متخصصة في تقديم الدعم النفسي، وتوفير الخدمات اللازمة للمساعدة في تجاوز الصدمات النفسية.

من المتوقع أن تعلن هيئة الهلال الأحمر السعودي بالباحة عن تفاصيل إضافية حول خطة الشتاء لعام 2025م خلال الأسبوع القادم، بما في ذلك عدد الفرق الإسعافية والمراكز الطبية التي ستشارك في تنفيذ الخطة. وستركز الهيئة على تقييم جاهزية الفرق والمراكز، والتأكد من توفر جميع الموارد اللازمة لتقديم خدمات إسعافية عالية الجودة. وستراقب الهيئة أيضًا تطورات الأحوال الجوية عن كثب، وتعدل خططها وفقًا لذلك.