ارتفعت أسعار النفط في تعاملات اليوم، مدفوعة بتصعيد التوترات الجيوسياسية على صعيدين: مصادرة الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، وزيادة الهجمات الأوكرانية على أهداف مرتبطة بالنفط الروسي. يأتي هذا في وقت يشهد فيه السوق تقلبات بسبب المخاوف بشأن العرض والطلب العالميين، وتوقعات بزيادة الإنتاج من قبل منتجي أوبك+ وأمريكا الشمالية.

تجاوز سعر خام برنت 62 دولارًا للبرميل، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 0.4% بعد عملية المصادرة، بينما اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 59 دولارًا. وتعتبر هذه الزيادة بمثابة رد فعل على المخاطر المتزايدة التي تهدد إمدادات النفط من أمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى تأثير الهجمات على السفن في البحر الأسود.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار النفط

أعلنت السلطات الأمريكية عن اعتراضها واقتحام ناقلة نفط عملاقة، في خطوة تصعيدية تجاه فنزويلا. وقد وصفت الحكومة الفنزويلية هذا الإجراء بأنه “عمل قرصنة”، مما زاد من حدة التوتر بين البلدين. فنزويلا تمتلك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، حيث صدّرت حوالي 586 ألف برميل يوميًا في الشهر الماضي، مع توجه الجزء الأكبر من هذه الشحنات إلى الصين.

على الرغم من ذلك، فإن بعض إنتاج شركة شيفرون في فنزويلا يصل إلى الولايات المتحدة. وأكدت الشركة أن عملياتها مستمرة كالمعتاد، لكن الحادث يثير تساؤلات حول استقرار الإمدادات المستقبلية من هذا البلد.

هجمات أوكرانيا على ناقلات النفط الروسية

في تطور متصل، كثفت أوكرانيا هجماتها على ناقلات مرتبطة بـ “أسطول الظل” الذي يسهل تجارة النفط الروسية. ووفقًا لتقارير، وقع ما لا يقل عن خمسة هجمات على سفن ذات صلة بروسيا منذ نهاية الشهر الماضي. تهدف هذه الهجمات إلى تقويض قدرة روسيا على تصدير النفط وتجاوز العقوبات الغربية.

تأتي هذه الأحداث في وقت يضغط فيه المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. ومع ذلك، فإن استمرار الهجمات المتبادلة يعقد جهود السلام ويزيد من حالة عدم اليقين في السوق.

توقعات بتوازن العرض والطلب

بالتزامن مع هذه التطورات، تشير التوقعات إلى أن زيادة الإنتاج من قبل دول أوبك+ والولايات المتحدة قد تفوق نمو الطلب العالمي على النفط، مما قد يؤدي إلى فائض في المعروض. هذا السيناريو يضع ضغوطًا هبوطية على الأسعار، خاصة في عام 2026.

يرى روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع والكربون لدى ويستباك بانكينغ، أن “مصادرة الولايات المتحدة لسفينة فنزويلية، والهجمات الأوكرانية على ناقلات النفط الروسية، من شأنهما إضافة المزيد إلى علاوة المخاطر المتعلقة بالعقوبات والحرب على المدى القريب”. وأضاف أن خام برنت قد يستقر في نطاق 60-65 دولارًا للبرميل في الوقت الحالي، على الرغم من توقعات الفائض في المعروض.

تشير بيانات حكومية حديثة إلى انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 1.8 مليون برميل الأسبوع الماضي. ومع ذلك، شهدت المخزونات في كوشينغ بولاية أوكلاهوما، وهي نقطة تسليم رئيسية لخام غرب تكساس الوسيط، ارتفاعًا بعد أربعة أسابيع من التراجع. ورغم ذلك، لا تزال مستويات المخزونات في كوشينغ هي الأدنى منذ عام 2007 لهذا الوقت من العام.

من المتوقع أن تصدر كل من منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية تقاريرها الشهرية في وقت لاحق اليوم، والتي قد تقدم رؤى أعمق حول وضع العرض والطلب في سوق النفط العالمية. سيراقب المستثمرون هذه التقارير عن كثب لتقييم التوجهات المستقبلية للأسعار وتحديد المخاطر والفرص المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطورات الأوضاع الجيوسياسية في فنزويلا وأوكرانيا ستظل محط أنظار السوق، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على إمدادات النفط وتقلبات الأسعار.

تعتبر أسعار النفط من العوامل الرئيسية التي تؤثر على الاقتصاد العالمي، وستستمر في التذبذب استجابةً للتطورات الجيوسياسية والتغيرات في ديناميكيات العرض والطلب. من المهم متابعة هذه التطورات عن كثب لتقييم تأثيرها على الأسواق المالية والاستثمارات المختلفة.

شاركها.