تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوى إغلاق في أكثر من شهرين، في وقت يترقب المتداولون الاجتماع المخطط له بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب، والذي قد يؤثر على حجم المعروض من الخام الروسي في الأسواق العالمية.
تراجع سعر خام “برنت” تسليم أكتوبر بنسبة 0.7% ليستقر عند 66.43 دولار للبرميل، كما هبطت العقود الآجلة لخام “غرب تكساس” الوسيط لتستقر دون 64 دولاراً للبرميل، في أدنى سعر إغلاق منذ مطلع يونيو، ما يُمثل أيضاً سلسلة خسائر امتدت لست جلسات متتالية هي الأطول منذ ديسمبر 2023.
وقال يوري أوشاكوف، مساعد الكرملين لشؤون السياسة الخارجية، للصحفيين إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على مكان انعقاد الاجتماع، وسيتم الكشف عنه لاحقاً. في غضون ذلك، تراجع مؤشر “إس آند بي 500″، بينما تعزز الدولار.
رسوم ترمب وتأثيرها على النفط
شهد هذا الأسبوع سيلاً من الأخبار حول مساعي ترمب لفرض وقف إطلاق نار في أوكرانيا، فيما ضاعف الرئيس الرسوم الجمركية على السلع القادمة من الهند بسبب مشتريات نيودلهي من الطاقة الروسية.
وستدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ بعد ثلاثة أسابيع، في وقت لم تصل إلى حد فرض المزيد من الإجراءات العقابية على الإمدادات، وهي إجراءات كان بعض المتداولين يخشونها.
اقرأ أيضاً: محللون: رسوم ترمب بنسبة 50% قد تخفض نمو الهند 1%
وقال داريل فليتشر، المدير العام للسلع الأساسية في شركة “بانوكبيرن كابيتال ماركتس”: “يبدو أن بعض علاوات المخاطر المتعلقة برسوم النفط الروسي بدأت تتلاشى مع اقتراب لقاء ترمب وبوتين”، مضيفاً: “ومع تراجع تلك العلاوات وعودة التركيز إلى العوامل الأساسية، حولت السوق نظرها إلى احتمالات حدوث فائض في المعروض بحلول نهاية العام”.
تراجعت أسعار الخام خلال أغسطس بعد تحقيق مكاسب على مدى ثلاثة أشهر متتالية. ويستعد المتداولون لاحتمال حدوث تخمة في المعروض لاحقاً هذا العام، في وقت أعاد تحالف “أوبك+” ملايين البراميل من الإمدادات إلى السوق.
كما تأثرت العقود الآجلة بالقلق من تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع استهلاك الطاقة بسبب الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها ترمب، والتي دخلت حيز التنفيذ الخميس وتشمل دولاً عدة حول العالم.
بيع خوارزمي قد يزيد من وتيرة التراجع
قد يزيد المتداولون الخوارزميون المعروفون بتتبع الاتجاهات، من حدة التراجع، وربما يبيعون ما يصل إلى 30% من الحد الأقصى لمراكزهم يوم الخميس، وفقاً لما قاله دانيال غالي، استراتيجي السلع في “تي دي سيكيوريتيز”.
وأضاف أن نشاط البيع واسع النطاق الذي تقوده الخوارزميات سيستمر على الأرجح خلال الأسبوع المقبل، حتى في سيناريو استقرار الأسعار.
وقال غالي: “في حين أن أسواق النفط مستمرة في تسعير علاوات المخاطر المرتبطة بتهديد العقوبات الثانوية على مشتريات الخام الروسي، فإن العتبة لانخفاضات كبيرة في الأسعار تظل منخفضة للغاية”.
تراجع الهند عن شراء الخام الروسي
في ظل تصاعد ضغوط ترمب على الهند، بدأت شركات التكرير الحكومية هناك بالتراجع عن شراء النفط الروسي مؤقتاً، بحسب أشخاص مطلعين على خطط تلك الشركات.
وأي تراجع في مشتريات الخام الروسي من جانب الهند من المرجح أن يعزز قيمة درجات الخام البديلة. وحتى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراء ضد الصين، التي تُعد مستورداً رئيسياً آخر، إلا أن ترمب قال إن ذلك يبقى احتمالاً وارداً.
قد يهمك أيضاً: مفككة وبتسهيلات سداد.. هكذا تباع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات في الهند
وأظهرت بيانات أميركية يوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام في أنحاء البلاد تراجعت بمقدار 3 ملايين برميل الأسبوع الماضي، مع وصول معدلات التشغيل في المصافي إلى أعلى مستوياتها لهذا الموسم منذ عام 2019.
ومع ذلك، واصلت مخزونات الخام في مركز التخزين الرئيسي في كوشينغ تعافيها من مستويات متدنية حرجة، مسجلة زيادة للأسبوع الخامس على التوالي، وهي أطول سلسلة ارتفاعات منذ عام 2023.