قالت الجمعية الألمانية للصداع والصداع النصفي إن الصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، ويتجلى في نوبات صداع متكررة، غالبًا ما تكون شديدة وتعيق الأنشطة اليومية. يتميز هذا النوع من الصداع بأعراض تتجاوز الألم البسيط، ويمكن أن يشمل اضطرابات حسية وحركية.

ووفقًا للجمعية، فإن فهم طبيعة الصداع النصفي وأسبابه أمر بالغ الأهمية لتشخيص الحالة وعلاجها بفعالية. تتراوح الأعراض من ألم نابض في جانب واحد من الرأس إلى حساسية شديدة للضوء والصوت، وغالبًا ما يصاحبها الغثيان والقيء.

‫عوامل تحفز نوبات الصداع النصفي

تتعدد العوامل التي يمكن أن تثير نوبات الصداع النصفي، وتشمل هذه العوامل نمط الحياة والبيئة المحيطة. تشير الدراسات إلى أن قلة النوم، وتخطي وجبات الطعام، والجفاف، والتعرض للتوتر والإجهاد النفسي، كلها عوامل تزيد من احتمالية حدوث النوبة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب بعض المحفزات الحسية دورًا في إثارة الصداع النصفي، مثل الأضواء الساطعة، والأصوات العالية، والروائح القوية، والتغيرات في الطقس. كما أن بعض الأطعمة والمشروبات، مثل الشوكولاتة والكافيين والكحول، قد تزيد من خطر الإصابة.

‫ما هي هالة الصداع النصفي؟

تسبق الهالة في بعض الحالات نوبة الصداع النصفي، وتحدث لدى حوالي 20% من المصابين. تتضمن الهالة مجموعة من الأعراض العصبية التي قد تظهر تدريجيًا على مدى 5 إلى 20 دقيقة. تشمل هذه الأعراض اضطرابات بصرية مثل رؤية أضواء وامضة أو خطوط متعرجة، بالإضافة إلى فقدان مؤقت في الرؤية أو ظهور بقع عمياء.

كما يمكن أن تشمل الهالة أعراضًا حسية أخرى، مثل وخز أو تنميل في أحد جانبي الجسم، أو صعوبة في الكلام، أو ضعف في العضلات. عادةً ما تستمر الهالة لمدة 20 إلى 60 دقيقة، ثم تبدأ نوبة الصداع النصفي.

‫سبل العلاج

يعتمد علاج الصداع النصفي على شدة النوبات وتكرارها. تشمل الخيارات العلاجية الأدوية التي تخفف الألم، مثل مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية والأدوية المضادة للالتهابات. في الحالات الأكثر شدة، قد يصف الأطباء أدوية تريبتان، والتي تعمل على تضييق الأوعية الدموية في الدماغ.

بالإضافة إلى الأدوية، يمكن أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة في تقليل تكرار وشدة نوبات الصداع النصفي. تشمل هذه التغييرات ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول وجبات صحية ومتوازنة، وإدارة الإجهاد النفسي.

تستمر الأبحاث حول الصداع النصفي في التطور، مع التركيز على فهم أفضل للآليات العصبية التي تسبب هذا الاضطراب. من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تطورات جديدة في العلاجات الوقائية والعلاجية، مما قد يحسن بشكل كبير من جودة حياة المرضى.

شاركها.