ماهر البريم مصور غزي خرج من القطاع إلى مصر بسبب الحرب الإسرائيلية، وكون ماهر مصورا يوثق حياته اليومية وينشر ما يصادفه عبر حسابه على إنستغرام.

وكان ماهر يركب عربة توكتوك (وهي عربة صغيرة للنقل تستخدم في مصر) في مدينة ههيا بمحافظة الشرقية، وبعد أن وصل إلى وجهته أراد أن يحاسب صاحب التوكتوك، ولكن الرجل رفض أن يأخذ الأجرة بعد أن عرف أنه من فلسطين.

وحين أصر عليه، واستحلفه بأخذ الأجرة انفجر السائق بالبكاء، وبدأ بالكلام قائلا “يا عمي الله يسهل عليك.. احنا (نحن) عارفين نعمل حاجة.. أنا صعبان عليا أصلا أنا عايش.. ومش عارف أعمل حاجة.. روح يا عمي.. سامحوني أنا شخصيا.. مليش دعوة بأي شعب.. لا الشعب العربي ولا الشعب المصري ولا أي شعب.. أي حد تعرفوه قولوا له سامحوه.. السيد محمد عبد المجيد سامحوه.. لأني مش عارف أعمل لكم حاجة”.

لم يكن هذا الموقف الوحيد لأهل مصر، إذ انتشر مقطع فيديو لطفل يبيع “غزل البنات” في الشارع وعندما واجه شابا فلسطينيا أصر عليه أن يعطيه مما يبيع، وقال له الطفل “تعال أسكن عندنا الناس حتحبك، الناس بتحب فلسطين أوي”.

بكاء سائق عربة التوكتوك ومشهد الطفل بائع “غزل البنات” شهدا تفاعلات واسعة بين رواد العالم الافتراضي، وقال مغرد مصري “كلامه ده فوقني لحاجة مهمة جدا كنت غافل عنها.. هو احنا (نحن) صحيح علينا ذنب هنتحاسب عليه عشان شهداء غزة الله يرحمهم .. إذا أطفالهم ونساؤهم ورجالهم وقفوا لنا قدامنا يوم القيامة.. وقالوا لنا كنتم فين لما اتقتلنا بدم بارد.. وأنتم بتشوفوا ده مباشر”.

وعلق آخرون على المقطع بالقول إن “مصر فيها حوالي 120 مليون بني آدم.. ما لا يقل عن 90% منهم حاسين بالذنب وأنهم ما يعملوش أي شي من واجبهم تجاه فلسطين سواء أهلنا اللي لسه في غزة واللي في مصر حاليا.. ونفسهم يعملوا أي شي ولو قليل بس للأسف ملهيين في لقمة العيش والوضع الصعب”.

وكتب آخر معلقا على مشهدي سائق التوكتوك والطفل “عبرا عن حالنا كمصريين بكلمات بسيطة والله يعلم ما في صدورنا من هم وحزن وإحساس بالعجز لنصرة إخواتنا المظلومين ومن لا يشعر بغير ذلك فأعلم بإن الله نزع من عينيه النظر ومن قلبه الأحساس”.

شاركها.