الفاجعة الكبرى في قرية تورسين
في قلب السودان، حيث تختبئ قرية “تورسين” بين أحضان الطبيعة، حدثت مأساة لن تُمحى من الذاكرة بسهولة. كانت القرية ملاذًا للنازحين من الحرب السودانية، لكن القدر كان يحمل لهم مفاجأة مؤلمة.
الانزلاقات الطينية والمطر الغزير لم تترك شيئًا قائمًا في القرية. البيوت الصغيرة التي كانت تحتضن قصص الحياة اليومية غاصت في الوحل، ومعها اختفى كل سكانها تقريبًا. الناجي الوحيد، الذي لم يروِ بعد ما رأته عيناه، قد يكون شاهداً على لحظات لا يمكن وصفها بالكلمات.
جبل مرة: الجمال والخيانة
“جبل مرة”، تلك البقعة الساحرة في غربي السودان، لطالما كانت وجهة للسياح والشعراء. الجبل الذي يتباهى بنهره الفريد الذي يروي بساتين التفاح والبرتقال الأخضر و”الحمضيات” السودانية الشهيرة بمرارتها التي تفوق مرارة الحروب المستمرة في دارفور.
لكن هذه المرة، خذلهم الجبل الذي طالما أغدق عليهم بخيراته. بدلاً من أن يسقيهم الحياة، قدم لهم رحيق الموت والهلاك!
الأمل وسط الدمار
ربما تكون مأساة “تورسين” هي الشرارة التي تجمع فرقاء الحرب للبحث عن اتفاق الحد الأدنى. ليس فقط لإسكات صوت البنادق، بل لإيجاد وسيلة آمنة تمكن فرق البحث من إجلاء أكثر من ألف قتيل من تحت أطنان الطين.
وفي خضم هذه الكارثة، قد يجد الناجي الوحيد القوة ليروي لنا ما حدث حقاً عندما هبطت الأرض وابتلعت جيرانه وأحباءه.
أغنية جبل مرة
المطرب السوداني الشهير تغنى بجبل مرة قائلاً: “أغشى الحبان في كل مكان، قول ليهم شفنا جبل مرة”. كلمات تحمل الأمل والحنين للوطن الغالي وجمال الطبيعة الساحر.
لكن اليوم، تبدو الأغنية وكأنها صدى لألم جديد. ألم فقدان الأحبة الذين احتضنتهم الأرض للأبد.
ختاماً
بينما ننتظر بفارغ الصبر أن يروي الناجي الوحيد قصته المؤلمة والمليئة بالأمل أيضاً، يبقى جبل مرة رمزاً للجمال والخيانة معاً. فهل سيجمعنا الله مجددًا لنرى جماله الحقيقي بعيدًا عن المآسي؟ ربما يوماً ما…