صدر مؤخرا عن وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «المهذب بن الزبير.. حتى النسيم يخونني»، من اختيار وتقديم الشاعر أحمد الشهاوي، وذلك ضمن إصدارات سلسلة ديوان الشعر المصري.
عاش المهذب بن الزبير، قلقًا طريدا وسجينا، من فرط ما شاهد في مسيرته، صادف مؤامرات حينما اقترب من أصحاب السلطان، ولم يكن في زمانه أشعر منه، جملة تتردد كثيرا في المصادر التاريخية، وبسبب هذه الشعرية العالية تزعم بها عصره، وهو أشعر من أخيه الرشيد الذي مات مشنوقا.
من شعراء القرن السادس الهجري، حيث ولد في أوائله، ومات في سنة واحد وستين وخمسمائة، أي قبل أخيه بعام واشتهر شاعرًا في أسوان مسقط رأسه قبل أن يقرر الرحيل مدينة القاهرة المعزية التي تأسست في ١٧ من شعبان سنة ٣٥٨ هجرية عاصمة للفاطميين آنذاك.
ودرس في اليمن علم الأنساب، فصار متمرسا فيه، ووضع مؤلفًا في هذا العلم، يقع في أكثر من عشرين مجلدًا، كل مجلد يتضمن عشرين كراسة، قال عنه ياقوت الحموي في معجم الأدباء: رأيتُ بعضه فوجدته مع تحققي بهذا العلم وبحثي عن كتبه لا مزيد عليه، وقال أيضًا إنه: «كان كاتبا مليح الخط فصيحا جيد العبارة».
كما تعمق في علوم القرآن، وألف تفسيرًا لكتاب الله، تقول المصادر إنه يقع في خمسين جزءاً، ومن هنا يأتي سبب اقتباسه من القرآن والحديث في متن نصه الشعري، وله أيضا كتاب هو «جنان الجنان ورياض الأفهام»، ولقب بالقاضي المهذب.
ما وصل إلينا من شعره قليل، وهذا ما حدث بالمثل مع شعر أخيه، وما صار متاحا لا يمثل الديوان الشعري الكامل بل هي منتخبات أو قل إنها نماذج مختارة من شعره، كانت مبثوثة في بطون أمهات الكتب، جمعها الباحثون والمحققون من كتب الأسلاف في التراجم والسير كانوا يتمثلون بها ويستشهدون، كما أن الدولة الأيوبية قد طمست وأحرقت وأغرقت أغلب مكتبات الدولة الفاطمية إثر انهيارها.