وقال: “من أبرز الأسباب، هي تغير مواعيد النوم والاستيقاظ حيث يعتاد الكثيرون خلال رمضان على السهر والنوم المتأخر، وهو ما يصعّب العودة إلى النمط الطبيعي فجأة، إضافة إلى زيادة النشاطات الاجتماعية خصوصًا في أيام العيد، حيث تكثر الزيارات والتجمعات العائلية ليلاً، وتناول المنبهات والحلويات مساءً مما يؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي وتأخير النوم، إلى جانب الضغوط النفسية والتنقلات والسفر التي تؤثر أيضًا في انتظام الساعة البيولوجية للفرد”.
عودة تدريجية
أشار د. الشهراني إلى الطرق المساعدة لتعديل وقت النوم خلال العيد، ومن ضمنها العودة التدريجية للنوم المبكر، حيث يفضل قبل العيد بأيام البدء بتقديم وقت النوم تدريجيًا بنصف ساعة كل ليلة، والاستيقاظ مبكرًا صباحًا حتى وإن تأخر النوم، مما يساعد على إعادة ضبط الساعة البيولوجية، مع تجنب القيلولة الطويلة أو المتأخرة لأنها تؤثر سلبًا على النوم الليلي، والابتعاد عن المنبهات (كالكافيين) بعد العصر خاصة القهوة والشاي، وتهيئة بيئة النوم من خلال تقليل الإضاءة والضوضاء وتجنب استخدام الأجهزة الذكية قبل النوم بساعة.
وأوضح د. الشهراني الحالات التي تستدعي مساعدة طبيب مختص في اضطرابات النوم، حيث تشمل الأرق المزمن الذي يستمر لأكثر من 3 مرات أسبوعيًا ولمدة تتجاوز 3 أشهر، والشخير المصحوب بانقطاع التنفس الليلي، والنعاس الشديد في النهار رغم الحصول على نوم كافٍ، إضافة إلى الحركات غير الطبيعية أثناء النوم مثل السير أو الحديث أو التشنجات، وعند حدوث صعوبات مستمرة في النوم تؤثر على الأداء اليومي أو الحالة النفسية.

نصائح لجودة النوم
قدَّم د. الشهراني، عدد من النصائح لتحسين جودة النوم خلال موسم العيد، ومنها الالتزام بروتين نوم ثابت حتى في أيام الإجازة، مع تقليل الأكل الثقيل والدسم مساءً، والحرص على ممارسة النشاط البدني الخفيف في النهار، والاسترخاء قبل النوم مثل قراءة كتاب، أو جلسة تأمل، أو أخذ حمام دافئ، إلى جانب إطفاء الأضواء الزرقاء مثل الجوالات والأجهزة اللوحية قبل النوم بساعة على الأقل.
وأوضح د. الشهراني، أن النوم الجيد ليس رفاهية، بل ضرورة حيوية لصحة الإنسان ويرتبط بجودة الحياة والإنتاجية والوقاية من الحوادث، حيث يعزز النوم الجيد وظائف الدماغ والتركيز والذاكرة، ويدعم الجهاز المناعي ويقلل من خطر الأمراض المزمنة، ويحافظ على التوازن الهرموني بما في ذلك هرمونات الشهية والضغط، كما يساهم في تحسين المزاج والاستقرار النفسي.