عُقد الاجتماع السعودي-الإيطالي للطاولة المستديرة في الرياض على هامش منتدى “TOURISE25” مؤخرًا، بهدف تعزيز التعاون الثنائي في قطاع السياحة. ترأس الاجتماع وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، وبحضور وزيرة السياحة الإيطالية دانييلا سانتانشي، بالإضافة إلى مجموعة من كبار رجال الأعمال من كلا البلدين. يمثل هذا اللقاء خطوة مهمة نحو تطوير الشراكات الاستراتيجية في مجال السياحة بين المملكة العربية السعودية وإيطاليا.
الاجتماع الذي استضافته الرياض يومي 22 و 23 يناير 2024، جمع قادة القطاع السياحي من كلا البلدين لمناقشة فرص الاستثمار المشترك، وتبادل الخبرات، وتحديد آليات لزيادة التدفق السياحي بينهما. يهدف هذا التعاون إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز مكانة كلا البلدين كوجهات سياحية عالمية رائدة.
تعزيز التعاون في قطاع السياحة بين السعودية وإيطاليا
ركز الاجتماع على عدة محاور رئيسية، أبرزها استكشاف فرص الاستثمار في تطوير البنية التحتية السياحية، مثل الفنادق والمنتجعات السياحية، بالإضافة إلى المشاريع المتعلقة بالترفيه والثقافة. كما ناقش الطرفان سبل تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات للمسافرين من كلا البلدين، بهدف تشجيع السياحة المتبادلة.
فرص الاستثمار المشترك
وفقًا لبيانات وزارة السياحة السعودية، هناك اهتمام متزايد من المستثمرين الإيطاليين بالاستثمار في المشاريع السياحية الكبرى في المملكة، مثل “نيوم” و”الوجه البحرية”. تعتبر هذه المشاريع الضخمة فرصًا واعدة للاستثمار في قطاعات متنوعة، بما في ذلك الضيافة والترفيه والتجزئة.
من جهتها، أعربت وزيرة السياحة الإيطالية عن رغبة بلادها في تبادل الخبرات مع المملكة في مجال إدارة الوجهات السياحية، وتسويق المنتجات السياحية، وتطوير الكفاءات البشرية في القطاع. تتمتع إيطاليا بخبرة طويلة في مجال السياحة الثقافية والتاريخية، وهي مجالات يمكن أن تستفيد منها المملكة في تطوير عروضها السياحية.
تسهيل حركة السياحة
أكد المشاركون في الاجتماع على أهمية تسهيل حركة السياحة بين البلدين، من خلال تبسيط إجراءات الحصول على التأشيرات، وتوفير المزيد من الرحلات الجوية المباشرة. تعتبر هذه الخطوات ضرورية لجذب المزيد من السياح، وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين.
بالإضافة إلى ذلك، ناقش الطرفان إمكانية إطلاق حملات تسويقية مشتركة للترويج للوجهات السياحية في كلا البلدين، بهدف زيادة الوعي بالعروض السياحية المتاحة، وجذب المزيد من الزوار.
يشهد قطاع الطيران نموًا ملحوظًا بين السعودية وإيطاليا، مع زيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة التي تربط بين المدن الرئيسية في البلدين. هذا النمو يساهم في تسهيل حركة السياحة، وتقليل تكاليف السفر.
تأثيرات محتملة وتوقعات مستقبلية
يتوقع خبراء القطاع أن يؤدي هذا التعاون إلى زيادة كبيرة في عدد السياح الإيطاليين الذين يزورون المملكة العربية السعودية، والعكس صحيح. يمكن أن يساهم ذلك في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، وزيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي.
ومع ذلك، هناك بعض التحديات التي قد تواجه هذا التعاون، مثل الحاجة إلى تطوير البنية التحتية السياحية في بعض المناطق، وتوفير المزيد من الخدمات السياحية المتخصصة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على كلا البلدين العمل على تعزيز الوعي الثقافي، وتسهيل التواصل بين السياح والمجتمعات المحلية.
أشارت وزارة السياحة إلى أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالاستثمار في السياحة المستدامة، وهي نوع من السياحة يراعي البيئة والمجتمع المحلي. تعتبر إيطاليا رائدة في مجال السياحة المستدامة، ويمكن أن تشارك خبرتها مع المملكة في هذا المجال.
في المقابل، يمكن للمملكة أن تقدم لإيطاليا خبرتها في مجال تطوير الوجهات السياحية الصحراوية، وهي نوع من السياحة يكتسب شعبية متزايدة في السنوات الأخيرة.
من المتوقع أن يتم تشكيل لجنة مشتركة بين السعودية وإيطاليا لمتابعة تنفيذ القرارات التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماع. ستعمل هذه اللجنة على تحديد الخطوات اللازمة لتحقيق أهداف التعاون، وتقديم التقارير الدورية إلى الجهات المعنية في كلا البلدين. من المقرر أن تعقد اللجنة اجتماعها الأول في الربع الثاني من عام 2024، لتقييم التقدم المحرز، وتحديد التحديات المحتملة.
يبقى من المبكر تحديد التأثير الكامل لهذا التعاون على قطاع السياحة في كلا البلدين. ومع ذلك، فإن الاجتماع السعودي-الإيطالي للطاولة المستديرة يمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز الشراكات الاستراتيجية في هذا المجال، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.






