يشارك وفد رسمي من المملكة العربية السعودية في قمة الشركات الناشئة لمجموعة العشرين (Startup20) التي ستُعقد في جوهانسبرج، جنوب أفريقيا، في 13 و 14 نوفمبر 2025. ويرأس الوفد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن منصور بن ناصر بن عبدالعزيز، رئيس الشركات الناشئة لمجموعة العشرين، فيما تتولى شركة نيوم رعايتها ودعم مشاركة الشركات الناشئة السعودية. تأتي هذه المشاركة في إطار جهود المملكة لتعزيز دورها في دعم ريادة الأعمال والابتكار على الصعيد العالمي.
تُعد قمة Startup20 جزءًا من اجتماعات قمة مجموعة العشرين، وتجمع قادة وممثلي الشركات الناشئة والمستثمرين وصناع السياسات من مختلف دول العالم. تهدف القمة إلى مناقشة التحديات والفرص التي تواجه الشركات الناشئة، وتقديم توصيات لصناع القرار لتهيئة بيئة داعمة لنموها وتطورها. وستركز النسخة القادمة في جوهانسبرج على دور الابتكار في التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي.
أهمية مشاركة المملكة في قمة الشركات الناشئة لمجموعة العشرين
تكتسب مشاركة المملكة العربية السعودية في قمة Startup20 أهمية خاصة في ظل رؤية 2030 التي تولي قطاع الشركات الناشئة أولوية قصوى. تسعى المملكة إلى تنويع مصادر دخلها وتقليل الاعتماد على النفط، وتعتبر ريادة الأعمال والابتكار محركين أساسيين لتحقيق هذا الهدف.
تأتي الرعاية المقدمة من شركة نيوم للقمة تأكيدًا على التزام المملكة بدعم هذا القطاع. نيوم، المدينة المستقبلية التي يجري تطويرها في شمال غرب المملكة، تعتبر حاضنة رئيسية للابتكار والتكنولوجيا، وتسعى لجذب أفضل العقول والشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم.
دور الأمير فهد بن منصور في قيادة الوفد
يعكس اختيار صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن منصور بن ناصر بن عبدالعزيز لرئاسة الوفد اهتمامًا خاصًا بتطوير قطاع الشركات الناشئة في المملكة. يتمتع سموه بخبرة واسعة في مجال الاستثمار وريادة الأعمال، وهو معروف بدعمه للمبادرات المبتكرة.
من المتوقع أن يلعب سموه دورًا محوريًا في تمثيل المملكة في المناقشات وتقديم رؤيتها حول كيفية تعزيز دور الشركات الناشئة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
التركيز على التنمية المستدامة والابتكار
تتزامن مشاركة المملكة مع تزايد الاهتمام العالمي بقضايا التنمية المستدامة. وتشير التقارير إلى أن الشركات الناشئة تلعب دورًا متزايد الأهمية في تطوير حلول مبتكرة للتحديات البيئية والاجتماعية.
من المتوقع أن تركز المناقشات في قمة جوهانسبرج على كيفية تسخير قوة الابتكار لدعم أهداف التنمية المستدامة، مثل توفير الطاقة النظيفة، وتحسين الرعاية الصحية، وتعزيز التعليم.
البيئة الداعمة للشركات الناشئة في المملكة
عملت الحكومة السعودية على تطوير بيئة داعمة للشركات الناشئة من خلال إطلاق العديد من المبادرات والبرامج. وتشمل هذه المبادرات توفير التمويل، وتقديم الدعم الفني والإداري، وتسهيل الإجراءات التنظيمية.
أطلقت وزارة الاستثمار السعودية العديد من الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع الشركات الناشئة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة على دعم ريادة الأعمال من خلال برامج التدريب والتوجيه.
مبادرات نيوم لدعم ريادة الأعمال
تعتبر نيوم من أبرز الجهات الداعمة لريادة الأعمال في المملكة. وتقدم نيوم مجموعة واسعة من الخدمات والموارد للشركات الناشئة، بما في ذلك مساحات العمل المشتركة، والمختبرات، والمراكز البحثية.
تستهدف نيوم جذب الشركات الناشئة العاملة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا الحيوية. كما تعمل نيوم على تطوير نظام بيئي متكامل للابتكار يربط بين الشركات الناشئة والمستثمرين والباحثين.
التعاون الدولي في مجال الشركات الناشئة
تؤمن المملكة بأهمية التعاون الدولي في مجال دعم الشركات الناشئة. وتشارك المملكة بفاعلية في العديد من المنتديات والمؤتمرات الدولية التي تناقش قضايا ريادة الأعمال والابتكار.
تسعى المملكة إلى تبادل الخبرات والمعرفة مع الدول الأخرى في مجال تطوير قطاع الشركات الناشئة. كما تعمل المملكة على تعزيز الشراكات مع الشركات والمؤسسات الدولية الرائدة في هذا المجال.
من المتوقع أن تستمر المملكة في تعزيز دورها في دعم الشركات الناشئة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وستركز الجهود المستقبلية على تطوير البنية التحتية للابتكار، وتوفير التمويل اللازم، وتسهيل الإجراءات التنظيمية.
في الختام، تمثل مشاركة المملكة في قمة Startup20 فرصة مهمة لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للابتكار وريادة الأعمال. وستترقب الأوساط الاقتصادية نتائج القمة والتوصيات التي ستخرج بها، بالإضافة إلى الخطوات التي ستتخذها المملكة لتنفيذ هذه التوصيات على أرض الواقع. من المهم متابعة التطورات المتعلقة ببرامج الدعم الحكومية والخاصة للشركات الناشئة، وتقييم أثرها على النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.






