أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن أبرز التحديات الفكرية التي تواجه الفقه المعاصر تتمثل في محاولات إلغاء التعددية المذهبية والرجوع المباشر إلى النصوص الشرعية دون تأهيل علمي راسخ، مشددًا على أن ذلك يمثل خطرًا على المنهج الفقهي الأصيل الذي أرسته المدارس الإسلامية عبر التاريخ.
المفتي السابق: الأزهر يحمي التعددية الفكرية
وقال الدكتور شوقي علام، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، إن الأزهر الشريف تبنى مبدأ التعددية الفقهية، الذي أفرز شخصية علمية متوازنة على مستوى الطلاب والعلماء والمجتمع، موضحًا أن هذه التعددية شكلت حركة علمية متكاملة على مر العصور، كما أشار الإمام السيوطي في كتابه حسن المحاضرة، حيث أكد أن كبار العلماء والمجتهدين ظلوا يدورون في فلك المذاهب الأربعة في إطار من التكامل العلمي لا التعارض.
وأوضح الدكتور شوقي علام أن الرجوع المباشر إلى النصوص دون امتلاك أدوات الاجتهاد وضوابطه يؤدي إلى خلل في الفهم الشرعي، مؤكدًا أن الأئمة الكبار – كمالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة – لم يصلوا إلى مراتبهم إلا بعد مراحل طويلة من التحصيل والتمكن.
الدكتور شوقي علام: الإمام أبا الحسن الأشعري أظهر منهجًا عقديًا أصيلًا
وشدد المفتي السابق على أن العقيدة الأشعرية التي يتبناها الأزهر الشريف ليست عقيدة مستحدثة، بل هي امتداد لما جاء به رسول الله ﷺ، وأن الإمام أبا الحسن الأشعري لم يأتِ بدين جديد، وإنما أظهر منهجًا عقديًا أصيلًا يعبر عن الفهم الوسطي للإسلام، منتقدًا في الوقت نفسه الأصوات التي تهاجم هذه العقيدة بأسلوب غير علمي يهدد الاستقرار الفكري والمجتمعي.
وأضاف المفتي السابق أن من التحديات الخطيرة كذلك التركيز المفرط على المظاهر الشكلية في التدين على حساب الجوهر، موضحًا أن بعض الفتاوى تُصنّف الناس بناء على الهيئة واللباس دون النظر إلى النيات والباطن، مع أن النصوص الشرعية تؤكد أن الأحكام تدور مع عللها وجودًا وعدمًا.
وأكد المفتي السابق، على أن التدين الحقيقي يقوم على العلم والأخلاق والعقيدة الراسخة، وليس على المظاهر أو التوجهات الضيقة، داعيًا إلى تجديد الفهم الديني بروح منضبطة بالعلم والمنهج، بعيدًا عن الفوضى الفكرية والتكفير المذهبي.