يعتمد الكثير من الناس على عادات غذائية يومية يعتقدون أنها آمنة تمامًا، لكن تحذيرات طبية حديثة كشفت أن الإفراط في تناول السكريات والمحليات الصناعية قد يكون سببًا مباشرًا في الإصابة بما يُعرف بـ التهاب الكبد الصامت. هذا النوع من الالتهاب يتطور ببطء دون ظهور أعراض واضحة في مراحله الأولى، مما يجعله خطرًا بشكل خاص.
ما الذي يسبب التهاب الكبد الصامت؟
يحذر أطباء الكبد من أن الاستهلاك المفرط للسكريات المضافة والمحليات الصناعية، الموجودة بكثرة في المشروبات الغازية والحلويات والعصائر المعلبة – حتى تلك التي تحمل علامة “دايت” – يمكن أن يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد. وفقًا للخبراء، عندما يتجاوز الجسم كمية السكر التي يمكنه معالجتها، فإنه يحول الفائض إلى دهون تخزن في الكبد.
هذا التراكم التدريجي للدهون يؤدي إلى التهاب مزمن في أنسجة الكبد، وغالبًا ما يرتفع مستوى إنزيمات الكبد دون أن يشعر الشخص بأي أعراض. مع مرور الوقت، قد يتطور هذا الالتهاب إلى حالات أكثر خطورة مثل الكبد الدهني غير الكحولي أو حتى تليف الكبد.
لماذا يُعتبر التهاب الكبد الصامت خطرًا؟
يكمن الخطر الرئيسي في أن هذا الالتهاب غالبًا ما يكون بدون أعراض في مراحله الأولية. يعني هذا أن الكثير من الأشخاص قد يعانون من هذه الحالة لسنوات دون أن يدركوا ذلك، مما يؤخر التشخيص والعلاج. غالبًا ما يتم اكتشاف التهاب الكبد الصامت عن طريق الصدفة خلال فحوصات طبية روتينية أو عند إجراء تحاليل لأسباب أخرى.
ومع ذلك، مع تقدم المرض، قد تظهر بعض الأعراض مثل الشعور بالإرهاق الشديد، وفقدان الشهية، والغثيان المتكرر، والانتفاخ في البطن. في الحالات المتقدمة جدًا، قد يظهر اصفرار في العينين أو الجلد، وهو علامة على تلف الكبد.
من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
تشير الدراسات إلى أن بعض الفئات من الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد الصامت. هؤلاء يشملون مرضى السمنة، ومرضى السكري من النوع الثاني، والأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من المشروبات المحلاة بانتظام. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود تاريخ عائلي لأمراض الكبد يزيد من خطر الإصابة.
الأطباء يؤكدون أن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يساعد في الوقاية من هذه الحالة. كما أن الحفاظ على وزن صحي والسيطرة على مستويات السكر في الدم أمران ضروريان.
كيف تحمي كبدك؟
يوصي خبراء التغذية باتخاذ خطوات بسيطة لتقليل خطر الإصابة بالتهاب الكبد الصامت. أولاً، يجب تقليل استهلاك السكريات المضافة قدر الإمكان. بدلاً من العصائر الجاهزة، يفضل تناول الفاكهة الطازجة أو تحضير العصائر الطبيعية في المنزل. كما ينصح بالاعتماد على الفاكهة الكاملة بدلاً من عصائرها، لأنها تحتوي على الألياف التي تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، يجب ممارسة النشاط البدني بانتظام وشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على رطوبة الجسم. هذه العادات الصحية تساعد على تحسين وظائف الكبد وتقليل خطر تراكم الدهون.
متى يجب إجراء الفحوصات؟
ينصح الأطباء بإجراء فحوصات دورية للكبد، خاصةً للأشخاص الذين ينتمون إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة. تشمل هذه الفحوصات تحليل إنزيمات الكبد وإجراء أشعة موجات فوق صوتية على الكبد. هذه الفحوصات يمكن أن تساعد في الكشف عن أي علامات مبكرة للالتهاب أو تلف الكبد.
في الختام، يظل التهاب الكبد الصامت تحديًا صحيًا كبيرًا نظرًا لعدم وجود أعراض واضحة في مراحله الأولية. توصي وزارة الصحة بزيادة الوعي حول عوامل الخطر المرتبطة بهذه الحالة وتشجيع الفحوصات الدورية للكشف المبكر والعلاج الفعال. من المتوقع أن تصدر الوزارة قريبًا إرشادات تفصيلية حول الوقاية من أمراض الكبد وتشخيصها.






