تستعد مدينة الدمام لاستقبال مشروع “المدينة العالمية”، وهو معلم سياحي وثقافي جديد يهدف إلى إبراز التنوع الثقافي العالمي من خلال تجسيد معماري فريد. يقع المشروع في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، ومن المتوقع أن يكون وجهة رئيسية للسياح والمقيمين على حد سواء. يهدف المشروع إلى تعزيز مكانة الدمام كمركز ثقافي وسياحي حيوي.
أُعلن عن المشروع رسميًا في الربع الأول من عام 2024، ومن المتوقع أن يستغرق بناؤه حوالي ثلاث سنوات. تتولى تطوير المشروع شركة “الدمام للاستثمار السياحي”، بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية المتخصصة في التصميم والتطوير العقاري. يأتي هذا المشروع ضمن رؤية المملكة 2030 لتنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاع السياحي.
ما الذي يميز “المدينة العالمية” في الدمام؟
يتميز مشروع “المدينة العالمية” بتصميمه المعماري المستوحى من مختلف الحضارات والثقافات حول العالم. لن يكون مجرد مجمع تجاري أو فندق، بل سيكون تجربة ثقافية متكاملة. يهدف المشروع إلى تقديم لمحة عن عادات وتقاليد وأساليب معيشة الشعوب المختلفة.
عناصر التصميم المعماري
يتضمن المشروع نسخًا طبق الأصل أو مستوحاة من معالم عالمية شهيرة، مثل أجزاء من سور الصين العظيم، وساحات من إسبانيا، وأزقة من المغرب. سيتم بناء هذه العناصر باستخدام مواد بناء تقليدية وأساليب حرفية أصيلة، مما يضفي عليها طابعًا واقعيًا. بالإضافة إلى ذلك، سيتم دمج عناصر معمارية حديثة لضمان توفير جميع وسائل الراحة والترفيه.
المكونات الثقافية والترفيهية
بالإضافة إلى الجانب المعماري، سيضم المشروع مجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي التي تقدم أطباقًا من مختلف أنحاء العالم. كما سيستضيف فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، مثل المهرجانات والمعارض والحفلات الموسيقية. يهدف المشروع إلى أن يكون مركزًا للتبادل الثقافي والتفاعل بين مختلف الشعوب.
يعتبر هذا المشروع خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال السياحة. تسعى المملكة إلى استقطاب 100 مليون سائح بحلول عام 2030، وتعتبر “المدينة العالمية” في الدمام أحد المشاريع الرئيسية التي ستساهم في تحقيق هذا الهدف. كما يهدف المشروع إلى خلق فرص عمل جديدة للمواطنين.
تعتبر المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وجهة سياحية رئيسية، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي على الخليج العربي، وتنوعها الثقافي والطبيعي. تضم المنطقة العديد من المعالم السياحية الهامة، مثل الواجهات البحرية والمتنزهات والأسواق التقليدية. يأتي مشروع “المدينة العالمية” ليعزز من جاذبية المنطقة ويزيد من عدد السياح الذين يزورونها.
بالإضافة إلى الفوائد السياحية، من المتوقع أن يكون للمشروع تأثير إيجابي على الاقتصاد المحلي. سيساهم المشروع في زيادة الاستثمارات في قطاع السياحة، وتوفير فرص عمل جديدة، وتعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة. كما سيساهم في تطوير البنية التحتية في الدمام والمناطق المحيطة بها.
ومع ذلك، يواجه المشروع بعض التحديات، مثل الحاجة إلى الحصول على الموافقات اللازمة من الجهات الحكومية المختصة، والتأكد من أن التصميم المعماري يحترم التراث الثقافي لكل دولة يتم تمثيلها في المشروع. كما يجب على الشركة المطورة أن تضع خطة واضحة لإدارة المشروع وتشغيله بشكل فعال.
تتزايد المشاريع السياحية الكبرى في المملكة العربية السعودية، مثل “نيوم” و”الوجه” و”أماﻻ”، مما يعكس التزام المملكة بتطوير قطاع السياحة وتنويع مصادر الدخل. تتميز هذه المشاريع بتصاميمها الفريدة وأهدافها الطموحة، وتسعى إلى جذب السياح من جميع أنحاء العالم. تعتبر هذه المشاريع جزءًا من خطة شاملة لتطوير البنية التحتية السياحية في المملكة.
أكدت شركة “الدمام للاستثمار السياحي” أنها تعمل بشكل وثيق مع الجهات الحكومية المختصة لضمان سير المشروع وفقًا للخطة الموضوعة. كما أكدت الشركة أنها تلتزم بأعلى معايير الجودة والسلامة في جميع مراحل المشروع. تهدف الشركة إلى تقديم تجربة سياحية فريدة ومميزة للزوار.
في الوقت الحالي، تجري الشركة المطورة عمليات المسح والتصميم النهائي للمشروع. ومن المتوقع أن تبدأ أعمال البناء في الربع الأخير من عام 2024. سيتم الإعلان عن تفاصيل إضافية حول المشروع في الأشهر القادمة، بما في ذلك أسماء الشركات العالمية التي ستشارك في تطويره.
من الأمور التي يجب متابعتها عن كثب خلال الفترة القادمة هي مدى التزام الشركة المطورة بالخطة الزمنية للمشروع، وقدرتها على التغلب على التحديات التي تواجهها. كما يجب متابعة التطورات في قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية بشكل عام، وتقييم تأثير هذه التطورات على مشروع “المدينة العالمية” في الدمام. النجاح النهائي للمشروع سيعتمد على قدرته على جذب الزوار وتقديم تجربة سياحية فريدة ومميزة.
تعتبر مشاريع البنية التحتية السياحية مثل هذه جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا لتطوير السياحة في المملكة، والتي تشمل أيضًا تحسين خدمات النقل والإقامة، وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات، والترويج للسياحة السعودية في الأسواق العالمية.






