Published On 8/9/2025
|
آخر تحديث: 16:30 (توقيت مكة)
وصف المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا الانتخابات الأخيرة بأنها محطة تاريخية وتحول نوعي جديد في مسيرة المسلمين بالبلاد، بعد أن جرت للمرة الأولى منذ تأسيس المجلس قبل 50 عاما وبشكل حر وشفاف.
وأكد رئيس المجلس المنتخب الشيخ الحاج إبراهيم توفا، خلال حفل التنصيب “أن هذه الانتخابات تمثل يوما تاريخيا يفتح آفاقا جديدة للعمل المؤسسي”، مشددا على أن انتخاب المجلس يشكل “أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة”.
وأضاف “رغم ضخامة التحديات التي تنتظرنا، فإنني واثق أننا قادرون على تجاوزها بتوفيق الله وبوحدتنا وتكاتفنا”.
وأوضح الشيخ توفا أن الرؤية المستقبلية للمجلس تستند إلى خطة إستراتيجية شاملة تتناول مجالات الإدارة والتعليم والثقافة وحقوق الإنسان والتنمية، وتضع في أولوياتها حل النزاعات وتعزيز السلم المجتمعي، وتطوير الحوار مع مكونات المجتمع الإثيوبي كافة، إضافة إلى تمكين الشباب والنساء وتزويدهم بالمهارات اللازمة لبناء الوطن.
كما أشار إلى خطط لتأسيس مؤسسات تعليمية تجمع بين العلوم الشرعية والحديثة، وإنشاء مراكز لدراسات القرآن والحديث، وتنظيم مسابقات وطنية، إلى جانب تحقيق الاكتفاء المالي عبر تفعيل الزكاة والأوقاف والمشاريع التنموية.
وفي هذا السياق، لفت رئيس المجلس المنتخب إلى أنهم سيواصلون تنفيذ مشاريعهم الكبرى، ومنها مشروع مركز النجاشي بتكلفة 5 مليارات بر (نحو 35 مليون دولار)، ورفع ميزانية المجلس إلى 24 مليار بر (حوالي 168 مليون دولار أميركي) خلال السنوات الخمس المقبلة.
تعزيز التعاون داخليا وخارجيا
كما شدد الشيخ توفا على تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية والدينية، وترسيخ قيم التعايش السلمي بين الأديان والمذاهب، ودعم مكانة المرأة، وحماية الشباب من الأفكار المتطرفة.
وأكد أنهم سيظلون أوفياء لقيم التسامح والاعتدال، والعمل من أجل الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية.
وفي إنجاز وُصف بغير المسبوق، أكمل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية انتخاباته بعد 6 أشهر من العمل المتواصل، في خطوة تؤسس لمرحلة جديدة من المشاركة الفاعلة للمسلمين في الحياة الوطنية والتنموية.
وخلال حفل إعلان النتائج النهائية، أوضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، آدم كامل، أن العملية الانتخابية انطلقت من القواعد الشعبية عبر المساجد في مختلف الأقاليم، بمشاركة العلماء والمثقفين والنساء والشباب ورجال الأعمال، ما يعكس الطابع الشمولي والتمثيلي للمجلس الجديد.

وأشار كامل إلى أن الانتخابات أفرزت مجلسا مكونا من 195 عضوا، بينهم 19 عضوا في اللجنة التنفيذية، حيث جرى انتخاب الشيخ الحاج إبراهيم توفا رئيسا للمجلس لولاية جديدة مدتها 5 سنوات، إلى جانب نوابه: الشيخ عبد الكريم بدر الدين والشيخ جنيد حمزة والشيخ حامد موسى، فيما تولى الأستاذ تمكين عبد الله منصب الأمين العام.
وأكد كامل أن المجلس الأعلى أصبح اليوم المرجعية الرسمية للمسلمين في إثيوبيا ويحظى باعتراف الحكومة والجهات الرسمية، بما يعزز دوره في معالجة قضايا المسلمين والمساهمة في التنمية الوطنية وتعزيز السلم والتعايش بين مكونات المجتمع.
وختم بالقول “التشكيلة الجديدة ستضطلع بمسؤولياتها خلال السنوات الخمس المقبلة بروح من الوحدة والالتزام لخدمة قضايا المسلمين وإعلاء قيم التسامح والاستقرار”.
مشاركة غير مسبوقة
في مشهد غير مسبوق، اختتم المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا يوم 20 أغسطس/آب أول انتخابات من نوعها في تاريخ البلاد، بمشاركة واسعة تجاوزت 13 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في أكثر من 49 ألف مسجد تحولت إلى مراكز اقتراع.

وقد بلغت نسبة مشاركة العلماء والقيادات الإسلامية نحو 65%، بينما خُصصت 35% للشباب والنساء، في خطوة تعكس التعددية داخل المجتمع المسلم.
جاءت الانتخابات بعد اعتراف الحكومة الإثيوبية بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية كهيئة مستقلة، في إطار سياسة إصلاحية يقودها رئيس الوزراء آبي أحمد منذ عام 2018.