قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن محمد الصمادي إن المقاومة الفلسطينية زادت من استخدام العبوات الناسفة، ما أدى إلى رفع خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.

وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد نشرت مشاهد تُظهر استهداف دبابات إسرائيلية شرق مفترق الصفطاوي شمالي قطاع غزة، بينها دبابة فجّرت بعبوة شديدة الانفجار، وأخرى استُهدفت بقذيفة شواظ، وثالثة دُمّرت بصواريخ موجهة “ياسين 105″، مما أدى إلى تدميرها بالكامل.

وأشار الصمادي، في تحليل عسكري للعمليات الأخيرة، إلى أن المقاومة تعتمد على تطوير وسائل قتالية محلية الصنع، أبرزها العبوات الناسفة شديدة الانفجار، التي تُحدث دمارا واسعا في الآليات الإسرائيلية.

وتابع الخبير العسكري أن جيش الاحتلال يواجه صعوبات متزايدة في تحقيق حسم عسكري على الأرض، على الرغم من مرور أكثر من 95 يوما على عملياته في شمال القطاع، مما يعكس فشل خططه في القضاء على المقاومة.

وأكد أن العبوات الناسفة تمثل تحديا كبيرا، حيث تُصنع بمواد أولية بدائية لكنها فعالة للغاية، ويصعب كشفها بأجهزة الاستشعار الحديثة.

استغلال الدمار والركام

ولفت الصمادي إلى أن معسكر جباليا والمناطق المحيطة به من أخطر بيئات العمليات العسكرية، نظرا لدمارها الشديد والركام الذي يعيق الحركة، مشيرا إلى أن هذا الركام يُستخدم لصالح المقاومة لزرع العبوات الناسفة، واستهداف قوات الاحتلال بشكل دقيق.

وأضاف “شاهدنا في اللقطات المصورة استهداف 3 دبابات من طراز ميركافا بطرق متعددة، وهو إنجاز لافت في ظل الرقابة الجوية المكثفة التي يفرضها جيش الاحتلال على جميع تحركاته”.

وأشار الصمادي إلى أن كل دبابة مستهدفة فوقها طائرة مسيرة إسرائيلية ترصد محيطها وتبث صورا مباشرة لغرف العمليات، موضحا أن دبابات ميركافا مزوّدة بأنظمة تروفي الدفاعية ومستشعرات تغطي 360 درجة، مما يجعل استهدافها تحديا كبيرا.

وأكد أن تكرار مثل هذه العمليات يُظهر تفوق المقاومة في قراءة الجغرافيا الميدانية، واستغلالها لتحقيق التوازن مع قوات الاحتلال التي تستخدم أسلحة متطورة.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أعلنت أن عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وصل إلى 826 ضابطا وجنديا، إضافة إلى آلاف الإصابات الجسدية والنفسية.

شاركها.