أكد الكرملين، اليوم، استعداده للانخراط في حوار حول تسوية الأزمة في أوكرانيا، استنادًا إلى المناقشات التي جرت خلال قمة ألاسكا عام 2021. يأتي هذا التصريح في ظل استمرار القتال وتصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، مع تباين وجهات النظر حول مسارات الحل. وتعتبر هذه الخطوة إشارة محتملة إلى رغبة موسكو في إيجاد حل دبلوماسي للصراع.

صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بأن هناك بعض الاعتبارات الأمريكية المتعلقة بتسوية الأزمة الأوكرانية، إلا أنه أكد عدم وجود أي شيء ملموس قيد المناقشة حاليًا. وأضاف بيسكوف أن العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة لم تشهد تقدمًا كبيرًا في تخفيف حدة التوتر، ولا يوجد لدى الكرملين معلومات حول تقارير تفيد بتوقع واشنطن من كييف تبني “خطة السلام” التي اقترحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بحلول 27 نوفمبر.

موقف روسيا من المفاوضات وتحديد الشروط

وفقًا لبيسكوف، ترى الولايات المتحدة أن تخفيف التوترات في العلاقات مع روسيا مرتبط بالتقدم في التوصل إلى حل للصراع في أوكرانيا. وهذا يعكس موقفًا أمريكيًا ثابتًا يربط بين تحسين العلاقات الثنائية والحل السياسي للأزمة الأوكرانية. وتعتبر واشنطن أن مشاركة روسيا في جهود السلام ضرورية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أن الإجراءات التي تتخذها القوات الروسية في أوكرانيا تهدف إلى إجبار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحكومته على الدخول في مفاوضات للتوصل إلى حل سلمي. وأضاف أن أي تأخير أو مماطلة من جانب كييف يُعد أمرًا غير مجدٍ ويشكل خطرًا عليهم. ويبرر الكرملين عملياته العسكرية بالهدف من “حماية” السكان الناطقين بالروسية في شرق وجنوب أوكرانيا.

التحديات التي تواجه أي مفاوضات محتملة

تتضمن التحديات الرئيسية أمام أي مفاوضات محتملة الخلافات العميقة حول الوضع في شبه جزيرة القرم، ومناطق دونباس الانفصالية، وضمانات أمنية لأوكرانيا. هناك أيضًا اختلاف حول المطالب الروسية المتعلقة بـ “نزع سلاح” أوكرانيا ومنع انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). كما أن الثقة المتبادلة بين الطرفين هي على أدنى مستوياتها، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق.

بالإضافة إلى ذلك، يمثل الدعم الغربي المستمر لأوكرانيا، بما في ذلك المساعدات العسكرية والمالية، عاملاً معقدًا آخر. ترى روسيا أن هذا الدعم يؤجج الصراع ويجعل زيلينسكي أقل استعدادًا لتقديم تنازلات. بينما تعتبر الدول الغربية أن هذا الدعم ضروري لمساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي.

تزداد أهمية البحث عن حل دبلوماسي مع استمرار القتال وتزايد الخسائر البشرية والاقتصادية. وفي هذا الصدد، تبرز أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه دول أخرى، مثل الصين وتركيا، في تسهيل الحوار بين الطرفين. ومع ذلك، فإن تحقيق انفراجة حقيقية يتطلب تغييرًا في المواقف من كلا الجانبين وإظهار استعداد حقيقي لتقديم تنازلات.

في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني واضح لعودة المفاوضات. ولكن من المتوقع أن تواصل الأطراف المعنية تبادل الرسائل والبحث عن قنوات اتصال. ويجب مراقبة أي تحركات جديدة من جانب روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا، وكذلك أي مبادرات دبلوماسية من قبل دول أخرى. ستكون الأيام والأسابيع القليلة المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت هناك فرصة حقيقية لإنهاء الصراع في أوكرانيا.

وتشير التقديرات إلى أن الوضع الإنساني في أوكرانيا يتدهور بشكل مستمر، مما يزيد من الضغوط على الأطراف المتنازعة للتوصل إلى حل. وتتعرض المدن والبنية التحتية المدنية للقصف، مما أدى إلى نزوح ملايين الأشخاص. وسيزداد الوضع سوءًا خلال فصل الشتاء مع انخفاض درجات الحرارة ونقص الإمدادات الأساسية.

شاركها.