أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عن خالص تعازيه ومواساته لجلالة الملك محمد السادس، ولحكومة وشعب المملكة المغربية الشقيق، في ضحايا انهيار مباني فاس المأساوي. وقد بعث الملك سلمان برقية عزاء، مؤكدًا على تضامن المملكة العربية السعودية الكامل مع المغرب في هذا المصاب الجلل. وتأتي هذه اللفتة الملكية في أعقاب حادثة مؤلمة هزت مدينة فاس التاريخية.
وقع الحادث في حي باب الفتوح بالمدينة القديمة في فاس، يوم الجمعة الموافق 22 سبتمبر 2023، حيث انهار مبنيان متجاوران، مما أسفر عن وفاة وإصابة عدد من الأشخاص. وقد أطلقت السلطات المغربية على الفور عمليات الإنقاذ والإغاثة، بمشاركة مختلف القطاعات الأمنية والمدنية. وتشير التقديرات الأولية إلى أن الأضرار المادية كبيرة، بالإضافة إلى الخسائر البشرية.
تفاصيل انهيار مباني فاس وجهود الإنقاذ
بدأت عمليات البحث والإنقاذ مباشرة بعد الحادث، حيث عملت فرق متخصصة على إزالة الأنقاض بحثًا عن ناجين محتملين. وقد واجهت هذه الفرق صعوبات بالغة بسبب طبيعة المنطقة القديمة وضيق الأزقة، بالإضافة إلى قدم المباني المتضررة. وذكرت مديرية الدفاع المدني المغربي أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال العديد من الضحايا، فيما لا تزال عمليات البحث مستمرة.
الأسباب المحتملة للحادث
لم يتم بعد تحديد السبب الرئيسي وراء انهيار المباني، ولكن السلطات المغربية فتحت تحقيقًا معمقًا لتحديد كافة الملابسات. وتشير بعض التقارير الأولية إلى أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة في الأيام الأخيرة قد تكون ساهمت في إضعاف أساسات المباني. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدم البنايات وعدم صيانتها بشكل دوري يعتبران من العوامل المحتملة التي أدت إلى هذا الحادث المأساوي.
وتشير مصادر أخرى إلى احتمال وجود تشققات في المباني قبل الانهيار، وأن السكان المحليين قد أبلغوا عنها سابقًا. ومع ذلك، لم يتم التأكد من هذه المعلومات بشكل رسمي حتى الآن. ووفقًا لوزارة الإسكان والتخطيط العمراني المغربية، سيتم فحص جميع المباني القديمة في فاس للتأكد من سلامتها الإنشائية.
تضامن عربي ودولي مع المغرب
تلقى المغرب موجة من التعازي والتضامن من مختلف الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى العديد من الدول الأخرى حول العالم. وقد أعرب قادة ومسؤولون عن حزنهم العميق وخالص تعازيهم في ضحايا الحادث. كما قدمت بعض الدول عروضًا للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإغاثة.
إضافة إلى برقية الملك سلمان، أعربت العديد من الدول الخليجية عن تعازيها، مؤكدة على وقوفها إلى جانب المغرب في هذا الظرف العصيب. وتعد هذه الحادثة تذكيرًا بأهمية صيانة المباني القديمة وتحديث البنية التحتية في المدن التاريخية، مثل فاس، التي تعتبر من أهم مواقع التراث العالمي.
تحديات الحفاظ على التراث المعماري في فاس
تواجه مدينة فاس، وهي من أقدم المدن في المغرب، تحديات كبيرة في الحفاظ على تراثها المعماري الفريد. يعود تاريخ المدينة إلى القرن التاسع الميلادي، وتضم العديد من المباني التاريخية التي تعاني من آثار الزمن والتدهور. وتشكل الأمطار الغزيرة والرياح القوية خطرًا دائمًا على هذه المباني، خاصة تلك التي لم تخضع لعمليات ترميم وصيانة دورية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الكثافة السكانية العالية في المدينة القديمة تزيد من الضغط على البنية التحتية والمباني القائمة. وتعتبر عملية ترميم المباني القديمة في فاس معقدة ومكلفة، وتتطلب خبرة فنية متخصصة. وتسعى السلطات المغربية إلى إيجاد حلول مستدامة للحفاظ على هذا التراث الثقافي الغني، من خلال برامج ترميم وتأهيل شاملة.
وتشمل هذه البرامج توفير الدعم المالي لأصحاب المنازل القديمة، وتقديم المشورة الفنية حول أفضل طرق الترميم، وتوعية السكان بأهمية الحفاظ على التراث المعماري. كما يتم العمل على تطوير البنية التحتية في المدينة القديمة، لتحسين مستوى المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية للسكان.
انهيار مباني فاس يلقي الضوء على ضرورة تسريع وتيرة عمليات الترميم والصيانة في المدن التاريخية في المغرب، وتوفير الموارد اللازمة لضمان سلامة المباني وحماية حياة السكان. وتعتبر هذه الحادثة فرصة لإعادة النظر في السياسات والإجراءات المتعلقة بالحفاظ على التراث المعماري، وتطوير استراتيجيات جديدة أكثر فعالية.
من المتوقع أن تعلن السلطات المغربية عن نتائج التحقيق في أسباب انهيار المباني خلال الأيام القليلة القادمة. كما سيتم الإعلان عن خطة عاجلة لترميم المباني المتضررة وتقديم الدعم اللازم للضحايا وعائلاتهم. وستراقب الجهات المعنية عن كثب عمليات الفحص التي ستجرى على المباني القديمة في فاس، لتقييم حالتها الإنشائية واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. يبقى الوضع في فاس دقيقًا ويتطلب متابعة مستمرة.





