في خضم المشهد الإقليمي المتوتر، تناول اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، ملامح المرحلة الراهنة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تتحرك بحذر لاحتواء أي تصعيد عسكري إسرائيلي، خشية انفلات الأوضاع نحو مواجهة أوسع لا يمكن السيطرة عليها. 

وأوضح فرج أن واشنطن ستسعى في الأسابيع المقبلة للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للتهدئة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة الشهر القادم.

نتنياهو والورقة الانتخابية

وأشار فرج إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يضع عينه على صناديق الاقتراع، حيث يحاول كسب دعم اليمين المتشدد والائتلاف الحاكم عبر مواقف صدامية متشددة. 

وأضاف أن هذا التوجه بات واضحًا في استطلاعات الرأي الأخيرة، إذ نشرت صحيفة جيروزاليم بوست نتائج استفتاء أظهر أن 70% من الإسرائيليين يؤيدون استهداف حركة حماس حتى خارج الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك داخل دول مثل قطر.

مصر.. معادلة لا يمكن تجاوزها

وفي قراءته للأبعاد الإقليمية، أكد سمير فرج أن إسرائيل تدرك تمامًا أن مصر تمثل عنصر توازن استراتيجي في المنطقة، وأن قوتها العسكرية ومكانتها الدبلوماسية تفرض معادلة يصعب تجاوزها. وأشار إلى أن تقارير أمريكية حديثة وصفت الجيش المصري بأنه “قوي ومحترف”، ما يعزز صورة القاهرة كقوة إقليمية رئيسية لها ثقلها في أي حسابات مستقبلية.

المشهد الإقليمي بين التعقيد والحذر

وختم فرج حديثه بالتأكيد على أن الموقف الحالي شديد التعقيد، حيث تتشابك فيه الحسابات الانتخابية الإسرائيلية مع الضغوط الأمريكية والمحددات الإقليمية. 

ومع ذلك، تبقى القاهرة عنصرًا حاسمًا في معادلة التوازن، وهو ما يجعل إسرائيل أكثر حذرًا في خطواتها المقبلة، خاصة في ظل مساعٍ أمريكية لتجنب اندلاع أزمة قد تمتد خارج حدود المنطقة.

بهذا الطرح، يضع فرج النقاط على الحروف في قراءة واقعية لمعادلة معقدة، محورها الأساسي التوتر بين الحسابات السياسية الإسرائيلية، والتحركات الأمريكية، والدور المحوري لمصر كقوة إقليمية لا يمكن تجاوزها.

شاركها.