أعلنت مصادر فلسطينية وإسرائيلية عن تصاعد ملحوظ في الانتهاكات الإسرائيلية في القدس خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2025. وشملت هذه الانتهاكات إعدام أطفال فلسطينيين، واقتحامات متكررة للمسجد الأقصى، وهدم منازل، وتوسع الاستيطان، بالإضافة إلى قيود متزايدة على الحريات الدينية والسياسية للمقدسيين. وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد إقليمي وتوترات سياسية مستمرة.

وتشير التقارير إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أعدمت ثلاثة أطفال مقدسيين، هم محمد تيم ومحمد قاسم في بلدة الجديرة، وسامي مشايخ في كفر عقب. بينما ما زالت جثاماني تيم وقاسم محتجزة لدى السلطات الإسرائيلية، وقد شُيع جثمان مشايخ. وتثير هذه الحوادث قلقًا بالغًا بشأن سلامة الأطفال الفلسطينيين وتصاعد العنف.

اقتحامات الأقصى وتصاعد التوترات

شهد المسجد الأقصى 4266 اقتحامًا من قبل المستوطنين خلال شهر نوفمبر، وهو رقم قياسي يعكس تصاعد التوترات. وبلغت الاقتحامات ذروتها في يوم 20 نوفمبر، بالتزامن مع رأس الشهر العبري وعيد “سيجد” لليهود الإثيوبيين، حيث حثت جماعات الهيكل المتطرفة على زيادة الاقتحامات. وأدى ذلك إلى إغلاق باب المغاربة بعد اقتحام 378 متطرفًا.

بالإضافة إلى الاقتحامات، وثقت جهات مراقبة قيام المستوطنين بأعمال استفزازية داخل المسجد، مثل الغناء والتصفيق بصوت مرتفع، وأداء طقوس دينية مثيرة للجدل، بما في ذلك ما يُعرف بـ “السجود الملحمي”. كما سجلت حالات لإشهار الزواج وأداء النشيد الوطني الإسرائيلي داخل ساحات المسجد.

محاولة تهريب ماعز إلى الأقصى

ومن بين أخطر الحوادث التي تم تسجيلها، محاولة متطرفين لتهريب ماعز إلى داخل المسجد الأقصى بهدف ذبحه وتقديمه كقربان. ويهدف هذا العمل، إذا تم تنفيذه، إلى السماح لليهود من جميع أنحاء العالم باقتحام الأقصى، بناءً على معتقداتهم الدينية المتعلقة بالطهارة. ورغم عدم تمكن المتطرفين من ذبح الماعز، إلا أن هذه المحاولة تُعد تصعيدًا خطيرًا في جهودهم لتغيير الوضع القائم في المسجد.

هدم المنازل والاستيطان

لم تتوقف الانتهاكات عند حدود المسجد الأقصى، بل امتدت لتشمل هدم المنازل والاستيطان في القدس. ووفقًا لتقارير منظمات حقوقية، تم هدم 25 منشأة سكنية وزراعية وترفيهية خلال شهر نوفمبر. وفي بعض الحالات، قام أصحاب المنازل بهدمها بأنفسهم لتجنب الغرامات الباهظة التي تفرضها بلدية القدس.

في الوقت نفسه، واصلت السلطات الإسرائيلية المصادقة على مشاريع استيطانية جديدة في القدس، بما في ذلك خطط لبناء 1700 وحدة سكنية في أحياء مختلفة. كما تمت الموافقة على خطة لإنشاء 1300 وحدة سكنية إضافية في تجمع “غوش عتصيون” جنوب المدينة، بالإضافة إلى إنشاء بؤرة استيطانية جديدة.

قيود على الحريات واعتقالات

فرضت قوات الاحتلال قيودًا متزايدة على الحريات الدينية والسياسية للمقدسيين. وشملت هذه القيود منع إقامة فعاليات ثقافية، واقتحام المؤسسات الفلسطينية، وإصدار أوامر اعتقال إداري. وخلال شهر نوفمبر، اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 61 مقدسيًا، بينهم 9 قاصرين وامرأتان.

كما اقتحمت مخابرات الاحتلال المسرح الوطني الفلسطيني “الحكواتي” ومنعت إقامة فعالية موسيقية تراثية، وذلك بأمر من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير. وتأتي هذه الإجراءات في إطار سياسة تهدف إلى تقويض الهوية الفلسطينية في القدس.

من المتوقع أن تستمر هذه الانتهاكات في الأشهر القادمة، خاصة مع اقتراب الأعياد الدينية اليهودية. وتراقب المنظمات الدولية والمجتمع الفلسطيني عن كثب التطورات في القدس، وتدعو إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي. وتشير التقديرات إلى أن الوضع قد يتدهور بشكل أكبر إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة لوقف العنف والانتهاكات.

شاركها.