قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن عرض جماعة أنصار الله (الحوثيين) مشاهد المسيرة التي استهدفت بها تل أبيب في هذا التوقيت يبعث رسائل للاحتلال ويأتي في سياق تصاعد المواجهة بين الطرفين.

وكانت جماعة أنصار الله بثت في وقت سابق مشاهد تظهر المسيرة “يافا” مع عرض لبعض مواصفاتها، ومشهد إطلاقها تجاه تل أبيب.

وقال الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بالمنطقة- إن هذه الصور تعطي دلالة واضحة على الإمكانية لدى الحوثيين، وتؤكد قدرتهم على الوصول إلى أهداف حيوية في الأراضي المحتلة.

وأشار إلى أن الحوثيين مروا بـ5 مراحل في مواجهتهم مع إسرائيل خلال الفترة الماضية، أولها كانت إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ باليستية إلى جنوب الأراضي المحتلة خاصة ميناء إيلات.

أما المرحلة الثانية، فكانت عبر استهداف السفن التي تقوم بعملية نقل المواد إلى إسرائيل، في حين تمثلت المرحلة الثالثة في استهداف السفن الأميركية والبريطانية التي جاءت إلى المنطقة بغرض تنفيذ عمليات عسكرية لمنع الحوثي من التصعيد في البحر الأحمر وطرق الملاحة الدولية.

وشملت المرحلة الرابعة -حسب الفلاحي- استهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل حتى من البحر الأبيض المتوسط، وكانت المرحلة الخامسة والأخيرة عبر استهداف مباشر بطائرات مسيرة لأهداف حيوية في عمق الأراضي المحتلة.

وأعلنت جماعة أنصار الله الحوثي صباح الجمعة 19 يوليو/تموز الجاري أنها استهدفت تل أبيب بطائرة مسيّرة قادرة على التخفي عن الرادار، وأسفر الهجوم عن تفجير أحد المباني وقتل شخص واحد مع وقوع عدد من الإصابات.

تصعيد كبير

ويرى الفلاحي أن هذه المرحلة تمثل تصعيدا كبيرا من قبل الحوثيين، وهي في تقدير الاحتلال تطور خطير، إذ إنه من الممكن أن تكون بداية لضربات مؤثرة تستهدف مركز الثقل السياسي والعسكري والاقتصادي الإسرائيلي وهي تل أبيب.

ويعدد الفلاحي ضمن رسائل الحوثي لإظهار هذه الصور في هذا التوقيت، التأكيد على استعداد الجماعة لمعركة طويلة الأمد، وأنهم سيقومون برد كبير على استهداف ميناء الحديدة، وأن لديهم إمكانات وقدرات تتيح لهم تنفيذ ضربات متتالية لإسرائيل خلال الفترة المقبلة.

كما يرى المحلل العسكري ضمن تلك الرسائل أنه لا سقف ولا خطوط حمراء لدى الحوثي في تلك المواجهة، وأن ربط تصعيدها بجبهة الحرب في قطاع غزة بات من الماضي، إذ إنه من الممكن أن يبقي الحوثيون جبهتهم مفتوحة حتى وإن توقف القتال في غزة.

وتوقع أن يكون هناك تبادل للمعلومات المتعلقة بالأهداف في إسرائيل بين قوى المقاومة المختلفة، مشيرا في هذا السياق إلى تنفيذ حزب الله استطلاعا بطائرتي “هدهد” التي وفرت معلومات يمكن أن تفيد جميع الأطراف في محور المقاومة ضد إسرائيل.

واستهدفت مقاتلات إسرائيلية السبت منشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة غربي اليمن، ومنشأة الكهرباء في الميناء، مما أسفر عن 6 قتلى و3 مفقودين و83 جريحا، بحسب جهات بينها وزارة الصحة التابعة لجماعة أنصار الله المسيطرة على المحافظة.

والأحد، قال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إن قدرات العدو الإسرائيلي على الردع قد انتهت، وإن الاستهداف الإسرائيلي للحديدة يأتي لما سماه “غرض استعراضي من أجل جمهوره”.

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، يواصل الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، وصولا إلى البحر المتوسط ضد السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل، وذلك “نصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة”، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر.

شاركها.