اتفق مساهمون مؤسسون في شركة التجزئة “فواز عبد العزيز الحكير وشركاه” (سينومي ريتيل) السعودية على بيع حصة 49.95% من الأسهم إلى مجموعة “الفطيم” الإماراتية مقابل ما يزيد عن 2.5 مليار ريال (675 مليون دولار)، بحسب بيان منشور على موقع السوق المالية السعودية اليوم الأحد.
والمساهمون البائعون هم كل من فواز عبد العزيز الحكير، وعبد المجيد بن عبد العزيز الحكير، وسليمان بن عبد العزيز الحكير، وشركة “فاس” السعودية القابضة، وشركة “فاس” العقارية. وتشمل الصفقة بيع نحو 57.3 مليون سهم بسعر 44 ريالاً للسهم، ما يمثل علاوة بنسبة 33% تقريباً عن السعر السوقي للسهم عند إغلاق الخميس الماضي، بحسب بيانات البورصة السعودية.
وخلال تداولات اليوم في السوق المالية السعودية، قفز سهم “سينومي ريتيل” نحو 6% إلى 34.82 ريال، لكنه ما لبث أن محا مكاسبه ليغلق منخفضا بنحو 10% قرب 29.7 ريال.
قرض من “الفطيم” إلى “سينومي ريتيل”
لفت البيان إلى أنه من ضمن شروط إبرام الصفقة، تتفاوض “سينومي ريتيل” حالياً مع “الفطيم للتجزئة” على إبرام اتفاقية “قرض مساهم” تقدم بموجبها “الفطيم” ما لا يقل عن 1.3 مليار ريال لها، بمجرد إتمام الصفقة، بهدف تعزيز المركز المالي لـ”سينومي ريتيل” ودعم فرص نموها.
تعمل مجموعة “الفطيم” في قطاعات متعددة تتنوع من السيارات إلى الخدمات المالية والعقارات وتجارة التجزئة والرعاية الصحية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. كما أنها المشغل الحصري لعلامات “إندتيكس” العالمية والتي من بينها “زارا” و”ماسيمو دوتي” و”بيرشكا” في ماليزيا وتايلندا وسنغافورة، بالإضافة إلى إدارتها لعمليات للبيع بالتجزئة في السعودية، والإمارات، ومصر.
توفير الخبرات ودعم التشغيل في “سينومي ريتيل”
“لا تقتصر مشاركة الفطيم على المساهمة الجوهرية في رٍأس مال الشركة (سينومي ريتيل) فحسب، وإنما كذلك توفير خبرات واسعة في قطاع التجزئة، وقدرات تشغيلية عالية، وتفعيل سجلها الحافل في بناء منصات بيع ناجحة للمستهلكين في جميع أنحاء المنطقة”، بحسب البيان.
كما تعتزم “الفطيم” عند إتمام الصفقة، الخاضعة للموافقات التنظيمية الاعتيادية، بما في ذلك موافقة الهيئة العامة للمنافسة السعودية، التعاون بشكل وثيق مع مجلس إدارة “سينومي ريتيل” وإدارتها التنفيذية من أجل “تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز العروض التي تقدمها للعملاء، وتحقيق قيمة للمساهمين”.
عكفت “سينومي ريتيل” على التخارج من العلامات التجارية غير المربحة أو التي لا تتناسب مع نموذج أعمالها في قطاع التجزئة، كما تركز على خفض حجم مديونيتها، بحسب المدير المالي التنفيذي أحمد البلبيسي في مقابلة مع “الشرق” في نوفمبر الماضي.
تأسست “سينومي ريتيل” عام 1990 على يد فواز وسلمان وعبد المجيد الحكير، وتملك حالياً أكثر من 808 متاجر ضمن 165 مجمعاً تجارياً في 8 دول مع منصة للبيع بالتجزئة.
تولت “لازارد” دور المستشار المالي الحصري لـ”سينومي ريتيل” في الصفقة. بينما عينت “الفطيم” شركة “جيه بي مورغان” مستشاراً مالياً.
عاصم منصور، المحلل المالي، رأى في مقابلة مع “الشرق” أن الصفقة ستساعد “سينومي ريتيل”، ذات المديونية المرتفعة، على إعادة هيكلة أعمالها داخل المملكة، وقد “تتجه للتوسع خارج السوق السعودية، مستفيدة من خبرة الفطيم الطويلة في قطاع التجزئة”.
لكنه أضاف أن الشركة الإماراتية ستُشكّل إعادة “سينومي ريتيل” إلى المسار الصحيح “عبئاً” عليها.
مسار سهم “سينومي ريتيل”
من جانبه قال محمد زيدان المحلل المالي لدى “الشرق” إن “سهم “سينومي ريتيل” يشهد تغيراً هيكلياً في الاتجاه، إذ خرج من نطاق سعري ويخترق مستويات محورية، مما قد يضعه على اتجاه صاعد على المدى المتوسط إلى الطويل.. بينما يواجه مستوى مقاومة محورياً عند 44 ريالاً”.
وعن تفسيره لسبب عدم وصول السهم إلى مستوى سعر الصفقة المحتملة عند الافتتاح اليوم، يرى زيدان أن “السهم يواجه معضلة رئيسية، إذ ترى السوق أن الأداء المالي للشركة ليس جيداً بما يكفي، لذلك فهي تترقب ما الذي سيقدمه الشريك الاستراتيجي (الفطيم) في الإدارة المالية للشركة، وما إذا كانت ستتحول للربحية أم لا”.
قال زيدان “السوق متفائلة بشأن مسار السهم، وينعكس ذلك على سعره في الوقت الحالي، المستهدف السعري القادم عند 44 ريالاً… وهي القمة التي بلغها السهم في 2021، ثم مستوى نفسي عند 50 ريالاًُ”.