احصل على ملخص المحرر مجانًا
تختار رولا خلف، رئيسة تحرير صحيفة الفاينانشال تايمز، قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية.
أظهرت أول تجربة سريرية لهذه التكنولوجيا أن غرسات الدماغ العميقة التي تضبط بشكل مستمر التحفيز الكهربائي حسب النشاط العصبي للفرد يمكن أن توفر علاجًا معززًا لمرض باركنسون.
اكتشف باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن هذا النهج، المسمى التحفيز الدماغي العميق التكيفي، أو aDBS، يقلل الأعراض الحركية لمرض باركنسون إلى النصف عند مقارنته بزراعات DBS التقليدية، والتي تقدم نبضات كهربائية ثابتة.
ويصيب مرض باركنسون، الذي ينتج عن الفقدان التدريجي للخلايا العصبية في مناطق الدماغ المسؤولة عن الحركة، نحو عشرة ملايين شخص في مختلف أنحاء العالم. ورغم أن الأسباب الوراثية والبيئية للمرض لا تزال غير معروفة، فإن التكنولوجيا التكيفية تعد بتخفيف الأعراض مثل الرعشة والتشنجات والتصلب وبطء الحركة بشكل أكثر فعالية من التحفيز العميق للدماغ التقليدي.
وقال فيليب ستار، أستاذ جراحة الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن هذا التقدم نتج عن الجمع بين فرعين من التكنولوجيا العصبية. الفرع الأول هو الممارسة الراسخة المتمثلة في إدخال أقطاب تحفيزية عميقًا في الدماغ؛ الفرع الثاني، الذي ابتكرته العديد من الشركات الناشئة بما في ذلك شركة نيورالينك التابعة لإيلون ماسك، يستخدم واجهات الكمبيوتر لقراءة وتفسير النشاط العصبي.
وقال “لقد حلمنا منذ فترة طويلة بجعل تحفيز الدماغ العميق يستجيب لنشاط الدماغ، مما يمنحنا جهاز تنظيم ضربات القلب الذكي للدماغ. وتثبت دراستنا أن العلاج التكيفي والتنظيمي لمرض باركنسون يمكن أن يكون متاحًا للأشخاص لاستخدامه على المدى الطويل”.
قام باحثو جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بإدخال قطبين محفزين في النواة تحت المهاد، وهي المنطقة العميقة من الدماغ التي تنسق الحركة، ووضعوا قطبين استشعاريين على القشرة الحركية، التي تبدأ الحركة الطوعية. وقد نُشرت دراستهم يوم الاثنين في مجلة Nature Medicine.
وباستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، قاموا بتحليل أنماط النشاط المرتبطة بأعراض مرض باركنسون لدى كل مريض لإنشاء خطة علاج شخصية توفر تلقائيًا المقدار الصحيح من التحفيز للسيطرة على الأعراض.
شارك في التجربة أربعة رجال مصابين بمرض باركنسون الشديد. ووجد الباحثون أن نظام تحفيز الدماغ العميق الجديد نجح في تقليل الأعراض الأكثر خطورة لدى المرضى بنسبة 50% مقارنة بأفضل أنظمة تحفيز الدماغ العميق التقليدية.
وأظهرت دراسة منفصلة أن تقنية تحفيز الدماغ العميق قادرة على التعرف على نشاط الدماغ المميز المرتبط بحالات النوم المختلفة لدى مرضى باركنسون، وهو ما يزيد الأمل في أن تساعد التكنولوجيا العصبية في التغلب على الأرق الذي يصيب معظم الأشخاص المصابين بهذه الحالة.
ويستخدم فريق جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أجهزة “تحقيقية” تم تطويرها لأغراض بحثية من قبل شركة ميدترونيك، وهي شركة تكنولوجيا طبية أمريكية.
“يعتبر التحفيز التكيفي مستقبل علاج مرض باركنسون، لكنه ليس جاهزًا للاستخدام على نطاق واسع”، كما قال ستار. “إنه علاج معقد… نحن نعمل على أتمتة النظام وجعله أسهل في الاستخدام”.
ويعمل العلماء على تطوير هذه التقنية لعلاج اضطرابات دماغية أخرى. ويقول ستار: “نرى أن هذه التقنية لها تأثير عميق على المرضى، مع إمكانية تطبيقها ليس فقط على مرضى باركنسون، بل وربما على الحالات النفسية مثل الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري أيضًا. نحن في بداية عصر جديد من علاجات التحفيز العصبي”.
وقالت كلير بيل، المديرة المساعدة للأبحاث في مؤسسة باركنسون الخيرية في المملكة المتحدة، إن التكنولوجيا الجديدة “يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض المتقلبة التي يعاني منها الأشخاص وتقليل عدد الآثار الجانبية” في التحفيز العميق للدماغ التقليدي، والذي تلقاه ما يقدر بنحو 175 ألف مريض على مدى السنوات الثلاثين الماضية.
ودعت إلى إجراء تجارب سريرية أوسع نطاقًا “لتأكيد سلامة العلاج وفعاليته وتوفير الأدلة المطلوبة لكي يصبح التحفيز العميق للدماغ علاجًا جديدًا معتمدًا ومطلوبًا بشدة للأشخاص المصابين بمرض باركنسون”.
رسم توضيحي بواسطة إيان بوت