تمكن العراق للمرة الأولى من رفع إنتاج الكهرباء إلى ما يزيد عن نصف احتياجاته خلال أوقات الذروة، ما يقربه من إنهاء أزمة انقطاع الكهرباء، ويسمح له يتقليل الاعتماد على استيراد الغاز الإيراني المتقلب.
وأفادت وكالة الأنباء العراقية نقلاً عن وزير الكهرباء زياد علي فاضل، بأن العراق تمكن من رفع الإنتاج إلى أكثر من 28 ألف ميغاواط “رغم التحديات المرتبطة بتأمين الوقود الغازي لغالبية المحطات”.
يعاني العراق، وهو ثاني أكبر مُنتج للنفط في “منظمة الدول المصدرة للنفط” (أوبك)، من فجوة حادة بين إنتاج الكهرباء والطلب عليها، إذ يتراوح الطلب بين 48 ألف ميغاواط و55 ألف ميغاواط في الذروة، ما يؤدي إلى انقطاعات متكررة، خاصةً في فصل الصيف.
لسد هذه الفجوة، تلجأ بغداد إلى استيراد نحو 50 مليون متر مكعب من جارتها إيران منذ 2017، ما يتطلب حصول بغداد على إعفاء أميركي من العقوبات المفروضة على طهران، يتجدد دورياً.
ووصلت إمدادات الغاز الإيرانية منذ 2017 إلى أكثر من 52 مليار متر مكعب، بقيمة زادت عن 15 مليار دولار. ولكن إيران غالباً ما تلجأ إلى تقليص هذه الإمدادات أو قطعها، ما يعمق الأزمة.
محطات تعمل بالوقود المحلي
وزير الكهرباء لفت أيضاً إلى أن البلاد تعمل على إبرام عقود لإنشاء محطات إنتاجية تعمل بالوقود المحلي، بطاقة تصل إلى نحو 48 ألف ميغاواط.
يحتاج العراق إلى الوصول لـ40 ألف ميغاواط من أجل ضمان توفير طاقة على مدار اليوم.
كان مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الكهرباء عادل كريم قال في حديث لـ”الشرق” في سبتمبر، إن البلاد تتطلع لزيادة إنتاج الكهرباء بنحو 3 مرات خلال 5 سنوات إلى 75 ألف ميغاواط، مع تكثيف مشاريع الطاقة المتجددة، ودعوة الشركات العربية والغربية إلى الاستثمار في القطاع.
اقرأ أيضاً: شركة تركية تمد العراق بالكهرباء لمواجهة أزمة الطاقة
أكد كريم أن البلاد لديها حالياً فرصاً استثمارية في قطاع الطاقة المتجددة تُقدّر بنحو 12 ألف ميغاواط، فيما تتطلع للوصول إلى أكثر من 20 ألف ميغاواط خلال السنوات العشر القادمة.
وأضاف: “بدأنا مفاوضات مع مجموعة كبيرة من الشركات من بينها شركات سعودية وإماراتية وعالمية، بالإضافة لشركات محلية لديها خبرة في المجال”.