يواصل العراق دفع مسار الاكتفاء الذاتي من بوابة المحاصيل الزراعية، ويطال هذا الاكتفاء 7 محاصيل بالإضافة لـ13 منتجاً زراعياً يتم تصديرها، حسبما كشف وزير الزراعة عباس المالكي لـ”الشرق”.
المالكي رأى، على هامش فعاليات اليوم الثاني من ملتقى العراق للاستثمار المقام بالعاصمة بغداد، أن هذا الواقع يمثل فرصاً حقيقة أمام المنتجين للاستثمار في القطاع، مشيراً إلى أن الوزارة وضعت خطةً لمواجهة شح المياه ستعرض أمام مجلس الوزراء خلال الأسبوع الحالي.
تعاني البلاد من أزمة جفاف نتيجة تراجع مستويات مياه نهري دجلة والفرات، إذ تراجعت الأراضي الزراعية المروية بمياه الأنهار في العراق بنسبة 61% خلال عشر سنوات، لتبلغ 6.3 ألف كيلومتر مربع بنهاية عام 2023، بحسب بيانات هيئة الإحصاء العراقية.
كان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تحدث في مقابلة مع “الشرق” في وقت سابق عن جهود تنويع الاقتصاد في البلاد، حيث رأى أنه “لا يمكن للعراق الاعتماد فقط على إيرادات النفط كمصدر وحيد لتغطية نفقاته، لذلك ذهبنا إلى تنمية القطاعات الأخرى، بما في ذلك الصناعة، والزراعة، والتجارة”.
تراجع الاعتماد على الاستيراد
العراق أصبح ينتج احتياجاته من مادة الطحين بنسبة 100%، بعد ان كان يستورد 3.5 ملايين طن، حسبما صرّح وزير التجارة أثير الغريري لـ”الشرق”.
بلغ إنتاج العراق من القمح 6.3 مليون طن العام الماضي بزيادة تصل إلى 21% على أساس سنوي، وفق مسؤول حكومي، وهو ما يعني تحقيق البلاد للاكتفاء الذاتي من الحبوب للسنة الثانية على التوالي.
اقرأ أيضاً: إنتاج القمح في العراق يرتفع 21% وسط هطول أمطار غزيرة
وعلى صعيد التصدير، وصل حجم صادرات العراق الزراعية إلى نحو مليوني طن حتى شهر مارس من العام الجاري، وهو أكبر رقم تسجله وزارة الزراعة في تاريخها، حسبما ذكر المالكي في مقابلة مع “الشرق” في وقتٍ سابق. وأضاف أن الصادرات الزراعية كانت تسجل سابقاً حوالي 200 ألف طن، وكانت تقتصر على أصناف قليلة أبرزها التمور، أما الآن فباتت تشمل أكثر من 13 صنفاً.
لدى العراق خطة لجذب استثمارات بربع تريليون دولار خلال العامين الحالي والمقبل، تشمل مشاريع في الزراعة ومدن الصناعات الغذائية المواكبة لها.